حذر الرئيس المكلف ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض جورج صبرا، من «رد فعل طائفي» على تدخل ايران وحلفائها و «حزب الله» يحول المنطقة إلى «جحيم»، قائلاً إن ما يجري «يغلق الأبواب كلياً» على مبادرات الحل الأزمة، في وقت دعا «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» الدول الإسلامية إلى «التدخل المباشر» في سورية لوقف «التطهير العرقي». وقال صبرا في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول مساء أول من أمس، إن «ما يجري في سورية حالياً، يغلق الأبواب كلياً أمام أي حديث عن المؤتمرات الدولية والمبادرات السياسية لأن الحرب التي يعلنها النظام وحلفاؤه في المنطقة بلغت حداً لا يجوز تجاهله»، علماً أن «الائتلاف» أعلن قبل يومين «موافقة مبدئية» على حضور مؤتمر «جنيف-2» على أن يتخذ قراره النهائي لدى وصول دعوة رسمية لحضور المؤتمر. وقال صبرا إن الشعب السوري «يفكر فقط بشيء واحد: رفع الموت عن أطفالنا». وكانت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر «حزب الله» سيطرت السبت على بلدة البويضة الشرقية آخر معاقل مقاتلي المعارضة شمال مدينة القصير التي سيطرت عليها الأربعاء الماضي بعد عملية عسكرية استمرت أكثر من أسبوعين. وحذر صبرة من أن «ما يفعله حزب الله وحلفاؤه في سورية هو تخريب البنى السياسية والاجتماعية والثقافية والإنسانية في المنطقة التي بنيت خلال آلاف السنوات»، مشيراً إلى أن «الفعل الطائفي» الذي يقوم به مقاتلو «حزب الله» ودعم إيران والحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي يستجران «ردود أفعال من نفس النوع. هذه الردود لا نريدها ولا نقبلها لأنها تحول حياتنا في المنطقة إلى جحيم». وحمل صبرا السلطات اللبنانية «المسؤولية عن التفاعلات التي تترتب على هذا الغزو»، مشدداً على أنه «من حقنا أن ندافع عن أبنائنا، من حقنا ألا نتحمل جور الموت فقط. نعم للسوريين، يد طويلة، وسيعرفون ذلك». في هذا المجال، أعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» في بيان صدر أمس، أن «الشعب السوري خرج في ثورته وأرادها ثورة حرية وكرامة. لكن النظام أبى ومن خلفه إلا أن يحولها إلى حرب طائفية». وناشد «الاتحاد»، وهو أحد اربع تكتلات تمثل الحراك الثوري، وتضم: «لجان التنسيق» و «المجلس الأعلى للثورة» و «الهيئة العامة للثورة»، الدول الإسلامية، وخصوصاً مصر والسعودية وقطر وتركيا، الى «التدخل السريع في سورية في شكل مباشر كما تتدخل إيران في شكل مباشر بجنودها ومالها ومرتزقتها لإيقاف التطهير العرقي بحق أهل السنة في سورية». من جهته، جدد الأمين العام ل «الائتلاف» مصطفى الصباغ دعوة الدول الداعمة للمعارضة لتزويدها بالسلاح لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية، مشدداً على «أننا تعاملنا مع كل هواجس الأصدقاء، لكن كل ما حصل بالمقابل يقتصر على وعود لم يتم الوفاء إلا بجزء صغير منها في وجه آلة حرب إيران وحزب الشيطان واستمرار تسليح روسيا للنظام البائد»، وتوقعت مصادر في «الائتلاف» تأجيل اجتماع الهيئة العامة المقرر يوم الأربعاء المقبل، باعتبار أنه لم يجر الآن الانتهاء من تقديم قائمة الحراك الثورة وتضم 14 شخصاً وقائمة «الجيش الحر» وتضم 15 عضواً في إطار توسيع «الائتلاف» الذي شهد في اجتماعه الأخير انتخاب 22 عضواً جديداً ضمن خطة تشمل رفع عدد أعضاء الهيئة إلى 114. وانسحب قبل يومين ياسر السليم أحد الأعضاء الجدد. ونقل موقع «زمان الوصل» الإلكتروني السوري عن «التجمع الوطني الحر» بزعامة رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، إعلانه محددات للحل السياسي في سورية قبل انعقاد مؤتمر «جنيف-2»، بينها «تمثيل المعارضة بوفدٍ واحد وحصراً من «الائتلاف»، الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري باعتراف الغالبية العظمى من دول العالم، ووقف آلة القتل والتدمير الهمجي الممنهج للمدن والقرى السورية فوراً وإطلاق سراح جميع المعتقلين ورحيل (الرئيس) بشار الأسد وطغمته الحاكمة، وتشكيل حكومة وطنية كاملة الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية»، إضافة إلى «عدم مشاركة» الدول الداعمة للنظام. وتضمنت محددات الحل التي اقترحها «التجمع»، أن يكون السقف الزمني للمؤتمر الدولي «شهراً واحداً، بما يمكِّن من الحسم السريع المتطلب للأزمة، ويحول دون تحول المؤتمر إلى ماراثون متاهي يطيل معاناة السوريين ويحبط آمالهم وتطلعاتهم المشروعة نحو الحرية والكرامة».