كشفت مجموعة «فودافون»، عن عدم دفعها ضرائب شركات في بريطانيا للسنة المنتهية في آذار (مارس) الماضي، ما جدد الانتقادات للشركة وسط نقاش حول مدفوعات الضرائب. وأثار الإعلان عن شركات كبيرة بتحويل الأرباح إلى الخارج، غضباً في أوساط المواطنين، الذين يعانون بسبب وطأة إجراءات التقشف في أنحاء أوروبا، في حين تعهد زعماء سياسيون «اتخاذ إجراءات لمواجهة ذلك». وأوضحت «فودافون» في تقريرها السنوي، أن «عدم دفع ضريبة الدخل للعام الثاني يظهر صعوبات تواجهها نشاطاتها في بريطانيا». وانهارت الأرباح المسجلة للوحدة البريطانية الرئيسة على مدى السنوات العشر الأخيرة، على رغم ارتفاع المبيعات في شكل كبير. ولفتت الشركة إلى أن «كلفة شراء رخصة اتصالات الجيل الثالث، وتراجع هوامش الأرباح، انعكسا سلباً على أرباحها في بريطانيا، مع العلم أن الوحدة الألمانية تأثرت بالعوامل ذاتها، لكنها تواصل تحقيق أرباح كبيرة وتدفع ضرائب مرتفعة». وتحدثت صحف بريطانية منها مجلة «برايفت آي» الاستقصائية، عن أرباح مرتفعة تحققها وحدات «فودافون» في لوكسمبورغ حيث عدد الزبائن والموظفين ضئيل، لكن الشركات تستفيد من انخفاض الضرائب إلى أقل من واحد في المئة. وحققت «فودافون بروكيورمنت»، التي تشتري المعدات لمصلحة المجموعة، 215 مليون يورو (284.2 مليون دولار) أرباحاً على مدى السنة المنتهية في آذار 2012، ولم تدفع أي ضريبة على الدخل، استناداً إلى بيانات حديثة. وأظهرت الأرقام، أن «فودافون لوكسمبورغ 5»، التي تقرض الأموال إلى وحدات المجموعة «سجلت أرباحاً بلغت 2.43 بليون دولار في الفترة ذاتها، ودفعت ضرائب تقل عن واحد في المئة». وأوضح ناطق باسم «فودافون»، أن الشركة «لا تحول أرباحها إلى خارج بريطانيا»، نافياً «أي صلة لنشاطاتها في لوكسمبورغ بضرائبها في بريطانيا». وعزا انخفاض الضرائب في لوكسمبورغ إلى «حق الوحدات العاملة هناك في حال خفض قيمة أصول، حسم ذلك من بند الدخل». وأشارت الشركة إلى أنها دفعت ضرائب أخرى في بريطانيا «بمئات الملايين من الجنيهات مثل ضرائب الأجور والقيمة المضافة». وقال ريتشارد ميرفي من مؤسسة «تاكس ريسرتش يو كيه» المعنية بقضايا الالتزام الضريبي «تبرير الشركة لعدم تسديد ضرائب في بريطانيا غير منطقي». وسأل «هل تريد فودافون إقناعنا بأن تسديد ضرائبها العقارية وضريبة القيمة المضافة وتأمينات الموظفين، يعفيها من ضريبة الدخل».