جسد نحيل وعيون ذابلة أثرت فيها الآلام وأطفأت نضارتها الأحزان، تقرأ فيها أسئلة لا نهاية لها ولا أجوبة، وتلمس فيها خوفاً. طفل يذوي عصره المرض وغادرت محياه البسمة وفارقت قلبه الفرحة، وضجرت نفسه من كثرة المراجعات والخضوع لحكم الأجهزة الطبية. هذا هو الواقع المؤلم للطفل غالي بن سالم البلوي. أما الوجه الآخر للمعاناة، فهي لأسرته عموماً ولوالديه خصوصاً، فالأحزان خيمت في المنزل، والدموع تخرج عنوة من العيون، عدا عن أعصاب تلفت وقوى خارت وآمال متعلقة بمولاها ثم بما يقرره المسؤولون ويستطيعه الأطباء. ويقضي الطفل غالي ابن الثماني سنوات ساعات طوال في المستشفى، ومعاناة تفوق بالفعل سنوات عمره. ويقول والد غالي: «يعاني ابني من صمام انسدادي في مجرى البول، أدى إلى تدهور حالة المثانة البولية وارتجاع البول في كلتا الكليتين، وهوما نتج منه ضمور في الكلية اليسرى». ويضيف: «استمرت حالة الارتجاع التي أحدثت تضخماً في الكلية اليمني مع ضعف عام في وظائف الكلى، وهو حالياً يرقد في قسم المسالك البولية في مستشفى القوات المسلحة في تبوك». وبحسب التقرير الطبي فإن غالي يحتاج إلى متابعة مستمرة، فهو بكلية واحدة وخلل في المثانة ويحتاج إلى تدخل جراحي لتجميل المثانة والحالب. والدة غالي تعيش وضعاً نفسياً سيئاً، ولا حل لها سوى الدعاء وذرف الدموع، خصوصاً أن فلذة كبدها تنتظره جراحة عن طريق المنظار خلال شهر شباط (فبراير) المقبل. وبدموع الاستسلام والتسليم إلى الله تبحث أم غالي عن أمل أن يبدل الله حال ابنها إلى الأفضل. وتؤكد: «كلية غالي اليمنى تعمل بنسبه ضئيلة لا تتجاوز 30 في المئة من عملها»، موضحة: «المرض أنهك جسد غالي ونغص عليه الفرح بطفولته، فهو يخضع للقصدرة كل ثلاث ساعات لسحب البول، إضافة إلى أن لديه ارتفاعاً في ضغط الدم». وبصوت تخفق فيه كلمات الرجاء لسعاة الخير بعد رجائها بالله، تناشد والدة غالي المسؤولين في هذه الدولة المباركة، خصوصاً القائمين على وزارة الصحة البحث عن متبرع لابنها ينقذ حياته، خصوصاً أن مضاعفات المرض تزيد يوماً بعد الآخر، مشددة أنهم في الأسرة يتمنون أن يكون المتبرع متوفى دماغياً، بحيث تحتسب أسرته الأجر من الله وتكون بمثابة صدقة جارية عنه. كما تتمنى الأم المحطمة من فاعلي الخير والباحثين عن الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، مساعدة ابنها في ما يمر به من معاناة حقيقية، بالتبرع له بكلية، أو مساعدتهم على تجاوز هذا الظرف العصيب التي تترنح تحت وقعه الأسرة بكاملها، لافتة إلى أن الجراحة ستجرى في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض.