لم يعد ستار ورفاقه يتحسرون على ضياع ايام العطلة الصيفية كما حدث قبل عامين حين فرضت المجموعات المسلحة سيطرتها على ناحية بهرز جنوب غرب مدينة بعقوبة. فصالات الالعاب والمقاهي التي عاودت وجودها في حي السلام وسط الناحية، بدأت تستقطب المراهقين والصبية لقضاء ساعات طويلة من النهار وهم يزاولون العاباً مختلفة مثل ال«بلاي ستيشن» والبليارد وكرة القدم وهم يستمعون الى الاغاني التي كان القتل عقوبتها قبل أشهر. وتنتشر الصالات قرب الاسواق والساحات العامة، ولصالة «ابوغيث» مكانة خاصة بالنسبة الى الزبائن اذ تمكن من تحويلها مقهى بعد أن كانت معتقلا ًيسيطر عليه المسلحون وكان عثر فيها على عدد من الجثث المجهولة الهوية. ويؤكد ابوغيث الذي عاد واسرته الى الحي على رغم كونه ينتمي الى طائفة «لم يعد وجودها مرغوباً في المنطقة»، ان «المسلحين استولوا على منزله ومقهاه الذي يملكه بعد ان اسر احد المقربين اليه بعزم المسلحين قتله لارتكابه الفحشاء»، ويضيف: « تمكنت من الهرب وأسرتي بدعوى السفر الى بغداد ولا اعرف كيف سمحوا لي بذلك». اما الحاج عبد القادر فكان يخشى المرور امام المقهى، الذي «كان مكانا للرعب والقتل والوحشية»: «كنا نضطر الى الالتفاف من خلف الحي للذهاب الى السوق». ويقول سمير (25 عاماً) ان «تطهير حي السلام من المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة استغرق يومين وكنا نواجه مقاومة شرسة اسفرت عن قتل وجرح 13 من مقاتلي الصحوة الا اننا تمكنّا في الآخر من استعادة الحي وانقاذ المواطنين الذين عانوا حصاراً من جانب المسلحين، بعد غلق منافذ الحي امام العائلات لمنعها من الخروج، لكن هذا الامر لم يمنع الشباب في المنطقة من العودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية». ويعتبر حي «السلام» اليوم، والذي كان يحمل اسم حي «المقاومة والصمود الاسلامي»، أيام سيطرة مسلحي «تنظيم القاعدة» عليه، ومن قبله اسم «صدام»، من ابرز احياء ناحية بهرز هذه الأيام لجهة التنوع والتعددية. بيد ان ستّار الذي ملأ صالة اللعب بالصراخ وهو يلوح بيديه منتشياً بالفوز يعتقد ان ما يخشاه رفاقه وبعض الزبائن الاخرين، تسلل انتحاري الى الصالة بعدما اشتهرت الناحية بالانتحاريين فيما طاولت صالات اخرى هجمات انتحارية في مناطق ومدن عراقية اخرى.