حطم مسجد القعود في حي شبرا رقماً قياسياً في سرعة إنهاء صلاة التراويح، إذ يقوم إمام الجامع بإنهاء صلاة التراويح قبل انتهاء الناس من صلاة العشاء، في مدة لا تتجاوز الساعة إلا ربع. يبدو الأمر غريباً للوهلة الأولى، لكن حين الإمعان في الطريقة التي انتهجها إمام المسجد، تجد أنه أتاح الفرصة لعدد كبير من أصحاب المحال المقاربة للجامع بالصلاة معه، إضافة إلى شباب الاستراحات، فالإمام يسعى لتقليص الوقت، فبين الأذان والإقامة مدة لا تتجاوز 5 دقائق، كما يؤذن المسجد قبل نصف ساعة من التوقيت الرمضاني بناء على الوقت السابق لرمضان، وبذلك ينهي صلاة التراويح ولا تزال المساجد تصلي العشاء. المبادرة التي قام بها الإمام كانت كفيلة بأن يمتلئ المسجد بأكمله خصوصاً من فئة الشباب، في حين تشهد غالبية المساجد ندرة في صلاة التراويح منهم، وما أن يصلي الواحد منهم تسليمة واحدة إلا ويمضي. العمالة هي الأخرى استطاعت أن تنال الأجر الديني وكذلك الدنيوي، إذ يوفقون بين العملين ولا يجدون معاناة مع كفلائهم الذين لا يقدرون العواطف الدينية التي تجتاح غالبيتهم في رمضان. يقول يزيد عبدالرحمن (23 عاماً): «تفاجأت حين ذكر لي زميلي بأن هناك مسجداً ينهي صلاة التراويح في مدة وجيزة، وظننت أنه مبالغ، ولكن حين صليت معه، وجدت أنه يقرأ في كل ركعة آيتين وبعض الأحيان ثلاث آيات»، مشيراً إلى أنه لا يمكن للواحد أن يقرأ صورة الفاتحة بعد قراءة الإمام لها إلا ويقوم الإمام بالركوع. ولفت إلى أن المسجد يمتلئ جميعه من الشباب المستأجرين للاستراحات، ويؤدون صلاة التراويح إلى نهايتها (بالشفع والوتر). التخفيف لم يكن قاصراً على الصلاة وكذلك الدعاء، إذ يقتصر الإمام على جوامع الدعاء، من دون تكلف للسجع المبالغ فيه أو الإنشائية الملحوظة عند أئمة آخرين. ويبدو أن هذا التخفيف ليس طارئاً في رمضان، إذ ينتهج الإمام ذلك أيضاً في خطبة الجمعة، استدلالاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن قصر خطبة الإمام وطول صلاته مئنة من فقهه»، فلا تتجاوز خطبته عشر دقائق، وتحظى بحضور كثيف من الناس.