تعتبر مقدمة الأخبار البحرينية سهير العصفور، من أوائل الوجوه البحرينية التي ظهرت وعملت في عالم الأخبار ضمن تلفزيون البحرين. وهي ترى أن مذيع الأخبار «يعيش تحت ضغط شديد»، لافتة إلى أنه «يتحمل مسؤولية كبيرة في كيفية النجاح، عبر جذب المشاهد نحو متابعة الأخبار التي يقدمها، من دون الشعور بملل أو كلل». وتقول ل «الحياة»: «إن طبيعة الأخبار السياسية تتسم بالجدية والتعقيد. وكثيراً ما تكون مصحوبة بكوارث إنسانية في ظل ما يعيشه العالم اليوم من تقلبات سياسية ومطبات دائمة». وترى أن «الثقافة والوعي والتميز صفات مصاحبة لنجاح مقدم الأخبار»، معتبرة المظهر والطلة «من العوامل المكملة للمقدم. ولكن على الإعلامي أن يعي بكل المجريات من حوله، ويسعى الى تطوير أدائه الخاص، فيما على المرأة عدم الاتكاء على مظهرها وجمالها، نظراً للوعي الشديد لدى المتلقي، والتركيز على مخاطبة عقل المشاهد فقط». مسيرة سهير الإعلامية بدأت عام 2005، «حين أعلن تلفزيون البحرين، عن حاجته الى وجوه إخبارية، فتقدمت بطلبي الذي نال القبول. لكنني لم أقف عند حاجز معين. إذ خضعت لدورات تدريبية مكثفة لأنال مكانتي في المعترك الإعلامي، وتحديداً في عالم الأخبار»، مضيفة أن «الطموح في عالم الإعلام بحر ليست له نهاية. ومع مرور الوقت، شعرت بأهمية التوازن في التجدد، ليس في ما يخص مظهري فقط، بل أيضاً في ما يخص ثقافتي وأدائي. ومن خلال مركز الأخبار، وضعت على الطريق الصحيح وتعلمت الكثير. وحصلت على فرص عدة للانتقال. لكنني أتريث في ذلك كثيراً، خصوصاً أنني ما زلت أدين للتلفزيون البحريني بما وصلت إليه، إضافة إلى أنني أبحث عن شيء آخر». وتصنف سهير «الغرور» بأنه «أعلى مراتب عيوب المذيع، لأنه يجعله يتغاضى عن تطوير ذاته. وبالتالي لن يستمر». كما ترى أن الغرور «خط يفصل بين الموهبة والقدرة على التطور». ولا تخفي تأثرها بما تنقله من أخبار، وتقول: «كنت شديدة التأثر. لكنني مع مرور الأيام، بت قادرة على اقتناء ما يتناسب مع شخصيتي... فتحولت الى صاحبة قلب قوي. ومن خلال رؤيتي استطعت تحويل السلبيات إلى إيجابيات، لعشقي عملي، الذي من خلاله أتحدى المعوقات، لأنتج ما يمكنه أن يكون نحو الأفضل دائماً». وتعتقد سهير بأن المذيع البحريني «ليس خارجاً عن المنافسة العربية». وتقول: «المذيع الجاد والمتميز هو من يستطيع فرض موقعه بثقافته وأسلوبه وأدائه وبصمته، وبالابتعاد عن الأسلوب التلفزيوني التقليدي الحكومي، والتحرر والخوض في تجارب جديدة، تضاف إلى خبرته السابقة». وتضيف: «أدرّب نفسي بالطريقة التي تعمل بها القنوات التي اقتحمت ثورة الإعلام الحديث، مع الحفاظ على نهج واستراتيجية المؤسسة التي أعمل بها. وطالما ألقى التشجيع والاستحسان، فأنا مستمرة». وتعلق، على مستوى القنوات الإخبارية بأن «بعضها يشدني بمستوى أدائه، والتطور الذي وصل إليه. فيما البعض الآخر لا يزال يرتدي وشاح المجاملات والثوب التقليدي حتى في طريقة صوغ الخبر وتناوله. لكن الصورة تظل سيدة الموقف». وتقول: «صوغ الخبر وطريقة إلقائه مهمان جداً في إيصال جسامة الحدث، فالمذيع والقناة شريكان في النجاح، ويكمل بعضهما بعضاً. ولا بد من انسجام تام بينهما، لتكتمل منظومة التطوير».