جدة، باريس، نيويورك، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - قررت دول مجلس التعاون الخليجي النظر في اتخاذ «اجراءات ضد اي مصالح» ل»حزب الله» في دول المجلس، معتبرة ان تدخل الحزب في سورية والخطاب الاخير لامينه العام السيد حسن نصرالله كشفا «وجهه الحقيقي» له. ودان المجلس، في ختام اجتماع في جدة برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية البحريني غانم فضل البوعينين وغياب وزراء خارجية السعودية وقطر والبحرين والإمارات، «التدخل السافر لحزب الله في سورية»، وما تضمنه نصرالله من «مغالطات باطلة ووعود في شأن تغيير المعادلة في المنطقة». ودان تدخل الحزب في القصير، وغيرها من المدن السورية، مشيراً إلى أن هذا التدخل وخطاب أمينه العام الأخير كشفا عن «الوجه الحقيقي» للحزب. وتابع المجلس ان خطاب نصرالله تضمن «مغالطات باطلة وإثارة للفتن»، مستنكراً وعده بتغيير المعادلة في المنطقة ومحاولة جرها إلى أتون الأزمة السورية وإلى صراع لا يمكن التنبؤ بنتائجه. وقال إن دول المجلس تطالب الحكومة اللبنانية بتحييد لبنان عن القتال في سورية، باعتبار ان تدخل الحزب في القصير يناهض سياسة النأي بالنفس الذي تتخذه الحكومة اللبنانية. واذ دعت الدول الخليجية مجلس الأمن الى «تحمل مسؤولية ما يحصل في سورية»، أعربت عن بالغ قلقه لاستمرار تدهور الأوضاع في سورية وتزايد احتمالات تأثيرها في الأمن والاستقرار في المنطقة، خصوصاً في ظل مشاركة «مليشيات حزب الله» في قتال الشعب السوري. وأكدت على موقف المجلس الثابت الداعي إلى مضاعفة جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل ينهي الأزمة في سورية لوقف نزيف دماء الشعب السوري بما يحقق تطلعاته وآماله ويحفظ لسورية أمنها واستقرارها ووحدتها. ورحّب المجلس الوزاري بنتائج اجتماع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي عقد في اسطنبول نهاية الشهر الماضي، مؤكداًَ دعمه لموقف «الائتلاف» في شأن مؤتمر «جنيف 2» وضرورة تحقيق إرادة الشعب السوري الشقيق ومطالبه المشروعة. وفي شأن الموقف من إيران، جدد المجلس الوزاري «دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى والمياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة».واستنكر المجلس الوزاري تصريحات القيادات الإيرانية في شأن مملكة البحرين وشعبها، واعتبرها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وسلوكاً ممنهجاً يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار. كما دان المجلس الوزاري إرسال النظام الإيراني طائرة تجسس، تم العثور عليها في شمال مملكة البحرين، معتبراً ذلك عملاً عدائياً يعكس إصرار إيران على التدخل في شئون مملكة البحرين، وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها. في غضون ذلك، استمر وصول تعزيزات قوات النظام و»حزب الله» من جهة وكتائب المعارضة المسلحة من جهة ثانية، الى جبهات القتال في القصير في وسط البلاد، استعدادا لمعركة كبرى فيها. وتعهد رئيس «المجلس العسكري في حلب» العقيد عبد الجبار العكيدي خلال جولة ميدانية في مدينة القصير ب «القتال حتى النصر» في مواجهة قوات النظام مدعومة من «حزب الله». ووجه انتقادات شديدة إلى الحزب، قائلاً: «سنلقنه درساً لن ينساه. وسندحرهم (مقاتلي «حزب الله») إلى أراضيهم» في لبنان. وخاطب المقاتلين: «ليس هناك شيء اسمه انسحاب من المعركة. لا عودة إلى الوراء، بل إننا سنقاتل حتى النصر». الى ذلك، توقع محمد الشلبي زعيم «السلفية الجهادية» في الأردن حدوث مواجهة حاسمة بين الجهاديين السنة ومقاتلي «حزب الله» في الأيام المقبلة، مؤكداً أن مقاتلة أنصار الحزب «على رأس أولويات» مقاتليه. وقال الشلبي، المعروف ب «أبو سياف»، في تصريحات ل «الحياة»، إن مقاتلي «جبهة النصرة» «في طريقهم إلى كل المواقع التي يسيطر عليها مقاتلو الحزب. ننتظر دخولهم القصير حتى يغيّروا المعادلة، ويلحقوا الهزيمة الفادحة بأنصار حزب الشيطان (حزب الله)». وتراجعت احتمال انعقاد مؤتمر «جنيف - 2» خلال الشهر الجاري. واعتبره وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة مع «راديو أوروبا 1» وتلفزيون «إي تيليه» امس، «مؤتمر الفرصة الأخيرة»، لكنه اشار الى انه «قد يعقد في تموز (يوليو) المقبل» وان الوقت «قصير جداً» كي يتسنى عقده في الشهر الجاري. وأضاف: «على المعارضة اختيار ممثليها، هذا سيستغرق بعض الوقت، ينبغي الاتفاق على جدول الأعمال. ونحن نعمل من أجل عقده، ينبغي الإعداد له»، مكررا «تحفظ» بلاده على حضور ايران في المؤتمر لانها «لاتؤيد الوصول الى حل» وتريد ربط الموضوع السوري بمفاوضاتها ازاء الملف النووي.