بعد عام على الاحتفالات الفاخرة باليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية، يستعد البريطانيون لإطلاق احتفالات أقل حفاوة بالذكرى الستين لتتويجها الذي جرى بعد عدة أشهر من اعتلائها العرش. وتعد الملكة إليزابيث الثانية البالغة من العمر 87 عاماً أكبر الملوك سناً في أوروبا، وكانت في الخامسة والعشرين من العمر عندما توفي والدها جورج السادس على بغتة، فتولت العرش في السادس من شباط/فبراير 1952. لكنها لم تتوج رسمياً إلا بعد 16 شهراً، في الثاني من حزيران/يونيو 1953، نظراً إلى الحداد الرسمي في البلاد. وتصادف الأحد الذكرى الستون بالتحديد لحفل التتويج الفاخر الذي نظم في كاتدرائية ويستمنستر في لندن بحضور أكثر من 8 آلاف مدعو وممثل عن 129 بلداً وإقليماً. وكان ذاك الحفل أول حدث من هذا القبيل يبث على التلفزيون، فتتبعه أكثر من 20 مليون مشاهد اشترى الكثير منهم أول جهاز تلفزيون له في تلك المناسبة. كما أن 11 مليون مستمع تابع مجريات هذا الحفل على المذياع. لكن الملكة قررت هذه المرة أن تمضي هذا اليوم «في أجواء خاصة»، بحسب خدمات باكينغهام، وعلى الأرجح في قصر ويندسور. وستشارك الثلثاء في قداس احتفالي يقام بمناسبة ذكرى تتويجها في كاتدرائية ويستمنستر بحضور نحو ألفي مدعو. وسيحضر أيضاً هذا القداس 20 فرداً على الأقل من العائلة الملكية، أولهم زوجها الأمير فيليب البالغ من العمر 91 عاماً. لكن الأضواء ستسلط من دون أدنى شك على الأمير وليام وزوجته كايت اللذين يستعدان لاستقبال ولدهما الأول ولي العهد في غضون بضعة أسابيع. وسيقرأ رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون والأمين العام لرابطة الكومنولث كامالش شارما نصوصاً دينية خلال إحياء القداس الاحتفالي في الكاتدرائية التي شهدت على أبرز المحطات في العائلة الملكية، مثل 38 حفل تتويج منذ 900 عام ومراسم دفن الملكة الأم أو الأميرة ديانا، وأيضاً زواج كايت ووليام في العام 2011. وسيبث القداس الذي دعي إليه ممثلو الديانات الكبيرة مباشرة على هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وستليه مأدبة غداء خاصة تنظمها الملكة على شرف قلة من المدعوين المحظوظين. وترجح خدمة الأرصاد الجوية هطول الأمطار في هذا اليوم، كما كانت الحال في بريطانيا منذ 60 عاماً. لكن الأحوال الجوية السيئة لم تعكر في ذاك الحين الأجواء الاحتفالية، ولم تؤثر لا على حماس آلاف الفضوليين الذين احتشدوا في الشوارع ولا على برودة أعصاب الملكة التي قيل إنها تمرنت عشية الاحتفال على تحمل التاج الذين يزن 2,5 كيلوغرامات. وقد عايشت الملكة إليزابيث الثانية المعروفة بملابسها الفاتحة الألوان وقبعاتها التقليدية والتي بلغت شعبيتها مستويات قياسية خلال الأعوام الأخيرة أحداثاً تاريخية عدة، أبرزها الحرب العالمية الثانية وانهيار الإمبراطورية البريطانية، وعاصرت 12 رئيس وزراء. وأدخلت الملكة التي تتمتع عموماً بصحة جيدة إلى المستشفى لمدة 24 ساعة في آذار/مارس الماضي، إثر التهاب في الأمعاء. وبات البريطانيون يتقبلون أكثر فاكثر فكرة تخليها عن العرش لأسباب صحية. لكنها تستبعد هذا الاحتمال، وهي كانت قد صرحت عند اعتلائها العرش أنها ستتولى هذه المهام مدى الحياة. وتعد إليزابيث الثانية رئيسة الدول البريطانية و15 دولة أخرى من بلدان الكومنولث، غير أنها بدأت مؤخرا تكلف أفراد عائلتها القيام بالتزاماتها في الخارج. وسيتم الاثنين اطلاق 41 ضربة مدفع على شرفها من حديقة بالقرب من قصر باكينغهام، تليها طلقات نارية من برج لندن. وسينظم «مهرجان التتويج» في حدائق قصر باكينغهام بين 11 و 14 تموز/يوليو، فضلاً عن معرض يفتح أبوابه في 27 تموز/يوليو ويضم الملابس التي تم ارتداؤها في حفل التتويج.