تغزو سلسلة من الإعلانات المنوعّة محطّات الميترو في مدينة نيويورك الّتي يرتادها أكثر من 1.7 بليون شخص في السّنة. وتحاول هذه الإعلانات أن تستقطب عيونهم وتجذبهم لشراء سلعة أو خدمة تجاريّة تابعة لشركة معيّنة، لكن ماذا لو تحّولت هذه الإعلانات التجارية إلى ملصقات تحاكي فنّ السينما الموسيقى والرسم؟ هذا ما فعله جوردان سيلير، الفنان والناشط الّذي يدير موقع " بابلك آد كامبين". قرّر الشاب تدشين تطبيق "نو آد" المجاني المتوافر على مختلف الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، متعاوناً مع خمسين فناناً لإنجاز هذه الفكرة طامحاً بمساهمة شركات وأشخاص آخرين لإنجاح هذا العمل. ومن خلال "نو آد" يمكنك أن تحوّل الملصقات الإعلانية إلى أخرى فنية. ما عليك سوى تشغيل الكاميرا الموجودة على هاتفك الذكي وتصويبها في اتجاه ملصق تجاري، ثمّ تلقائيّاً يتحوّل الإعلان إلى ملصق فني وثقافي تستطيع أن تراه عبر جهازك ويأخذك في رحلة ثقافية فنية تغذّي معرفتك وخيالك. شركة "إنترناشيونال سنتر فور فوتوغرافي" استخدمت صوراً من معرضها في التطبيق الجديد. في النهاية، يفرض الواقع الحياتي نفسه، إذ إنّ المفارقة في استخدام التكنولوجيا لمواجهة العولمة الّتي اجتاحات عالمنا منذ أكثر من عقدين، لم تمنع في تحويل هذه التكنولوجيا وتوظيفها في المنحى الجمالي، إذ لا بد على من يريد تغيير هذا الواقع المادّي من أن يستخدم التكنولوجيا لإيصال فكرته إلى أكبر عدد ممكن من الناس. نحن أيضاً في حاجة إلى استخدام هذا التطبيق في عالمنا العربي الّذي لا يختلف كثيراً عن الواقع الأميركي والعالمي الّذي أصبح استهلاكياً وسريعاً.