بعدما أُقيلت قبل ثلاثة أعوام من منصبها في جامعة الدول العربية، التي كانت تعمل فيها منذ عام 1992، بسبب مقال انتقدت فيه أداء الجامعة، أصدرت الشاعرة والكاتبة الإماراتية ظبية خميس كتاباً في عنوان «منفى جامعة الدول العربية» (دار رياض الريّس - بيروت). وفيه تروي خميس تجربتها داخل الجامعة التي عملت فيها سفيرة ومن ثمّ وزيرة مفوّضة، كاشفةً تفاصيل عملها في الجامعة التي أطلقت عليها اسم «المنفى»، إذ تقول في مدخل كتابها: «إنها منفى. ولم تكن مرّة أكثر من ذلك». يحتوي الكتاب على ثمانية عشر فصلاً منها: «من الغرب إلى الشرق»، «البيروقراطية المتوحشة»، «إعادة هيكلة أم هدم الهياكل؟»، «كتاب ومقال ومدونة، وانتقام رجال عمرو موسى»، «تحرشات، تحقيق، مساءلة، وعقوبات»، «المحامي، والجامعة، والسفارة»... ويأتي كتاب ظبية خميس ليعيد الجدل حول حقيقة العلاقة بين الثقافة والسياسة، لكونها كانت تعمل في جامعة الدول العربية، التي تُعدّ مؤسسة سياسية، بالتزامن مع عملها الإبداعي. وممّا جاء في كتابها: «كانت سنوات ثقيلة تلك التي مرّت على روحي وعقلي وجسدي داخل الجامعة العربية، وقد عزّز كلّ ذلك رؤيتي القديمة إلى استحالة علاقة العمل بين السلطة السياسية والمثقف والكاتب العربي. هذه العلاقة الشائكة حيث تكرّر تورطي في صراعات لم اخترها بيني وبين السياسي وصاحب السلطة لمجرّد رأي أو مقال أو دعوة إلى الإصلاح...».