أكدت مصادر في واشنطن ل «الحياة» أن السفير الأميركي لدى سورية والمسؤول الأعلى عن الملف السوري روبرت فورد سيغادر منصبه في تموز (يوليو) المقبل لأسباب حصرتها المصادر بحالة إرهاق شخصية وسياسية من التعاطي مع الأزمة السورية، والانتقادات المتزايدة من الكونغرس لإدارة باراك أوباما في هذا الخصوص. وقالت انه سيبقى في الوزارة. وعلى رغم أنه لم يتم الإعلان رسمياً بعد عن مغادرة فورد الموجود في إسطنبول لتنظيم صفوف المعارضة السورية، أكدت المصادر أنه سيغادر منصبه في تموز بعد مؤتمر جنيف المنتظر منتصف الشهر المقبل. وقالت إن «مغادرة فورد سببها إرهاق شخصي وسياسي وبعد جهده في الملف السوري منذ نهاية 2010 (تعيينه سفيراً في دمشق) ومن ثم إغضابه نظام الأسد بزيارته حماة بعد بدء الاحتجاجات في صيف 2011، وصولاً للاعتداء على موكبه ومن ثم مغادرة سورية في تشرين الأول (أكتوبر) 2011 وتوليه الملف من الخارجية الأميركية». ويعتبر فورد من الديبلوماسيين الأمهر في الخارجية الأميركية وهو يتقن خمس لغات بينها العربية، وعمل عن كثب على جهود تنظيم المعارضة السورية وتشكيل الائتلاف الوطني العام الماضي. كما يعود لفورد الدور الأكبر في الضغط على البيت الأبيض للاعتراف بالائتلاف «الممثل الشرعي» للشعب السوري. ومن أبرز خطواته أيضاً في رسم الاستراتيجية السورية الضغط لإدراج «جبهة النصرة» كمنظمة إرهابية، وهو قرار أثار جدلاً داخل الإدارة إنما رأى فيه السفير ضرورة لتنظيم صفوف المعارضة وتفادي نمو المتطرفين في الشارع السوري. غير أن فورد تحول في المراحل الأخيرة الوجه الأبرز لسياسة أوباما حول سورية وهو ما عرضه لانتقادات حادة من نواب جمهوريين بينهم السناتور جون ماكين في جلسات استماع لإخفاق السياسة الأميركية على الأرض. ومن غير المعروف من سيخلف فورد في المنصب وما إذا كانت الإدارة ستعين سفيراً لدى دمشق أو مبعوثاً خاصاً للملف السوري. ويتولى وزير الخارجية جون كيري اليوم زمام إدارة الملف السوري، كما يتوقع أن تتولى السفيرة الحالية في مصر آن باترسون، كما أفاد موقع «آلمونيتور» حقيبة مساعدة شؤون الشرق الأدنى، وأن تلعب دوراً في رسم هذه السياسات.