وقف عدد من راقصي الباليه الصغار أمام الساحة الصغيرة المواجهة لدار الأوبرا المصرية، رافعين لافتات منددة بوزير الثقافة علاء عبد العزيز. لم يكن راقصو الباليه وحدهم في هذه الساحة، فثمة عاملون وفنانون وموسيقيون ومغنون، تزايدت أعدادهم شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت حتى امتلأت بهم الساحة. أتوا جميعاً للتعبير عن رفضهم قرار إنهاء انتداب الفنانة إيناس عبد الدايم لرئاسة دار الأوبرا. كذلك، كان هناك جمع آخر يعتصم أمام مكتب عبد الدايم مانعين إياها من مغادرة المكان... مشاعر صادقة من الغضب والأسى والإصرار كانت تغلف الأصوات والهتافات والأحاديث الجانبية. كيف لسيدة يحبها الجميع أن تقال. هكذا كانت تتحدث إحدى الموظفات، وهي تشير بإحدى اللافتات في يدها. صيحات المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية أمام دار الأوبرا، وجدت صدى لدى قائدي السيارات العابرة الذين لم يجدوا غير أبواق السيارات للتعبير عن مساندتهم المحتجين. على مسافة خطوات من هذه الوقفة، كان هناك تجمع آخر داخل نقابة الفنانين التشكيليين المصريين، يعلن احتجاجه على تدخلات الوزير في قرارات لجنة اختيار الأعمال، وعن الطريقة التي أقيل بها الفنان صلاح المليجي من منصبه رئيساً لقطاع الفنون التشكيلية. وخرج التشكيليون بعد ساعة من اجتماعهم ليعلنوا تضامنهم مع العاملين والفنانين في دار الأوبرا، ورفضهم إقالة إيناس عبد الدايم. وأثمر المشهد صدور بيان مشترك أعلن فيه «الرفض التام لسياسة الوزير الإقصائية وتعامله غير المبرر مع قيادات الوزارة وخبراتها». فخلال أيام قليلة فقط أقال الوزير ثلاثة من المسؤولين، كان أولهم أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، ومن ثم صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وختم آخر قراراته - التي يراها كثيرون أنها قرارات موسومة بالعصبية والتعسف - بإقالة عبد الدايم. وفي خطوة غير مسبوقة أقدم الفنانون والعاملون في عرض أوبرا «عايدة»، وهو العرض الختامي الذي أقيم مساء الثلثاء على إنهاء عرضهم، ووقفوا جميعاً على خشبة المسرح وسط هتاف الجمهور وتضامنه معهم، في خطوة تصعيدية، مهددين بوقف أنشطة دار الأوبرا المصرية، ومعلنين أيضاً استمرار اعتصامهم حتى يقال الوزير.