سجلت امس مواقف مباشرة او غير مباشرة لمراجع دينية على علاقة بالاوضاع السياسية التي يعيشها لبنان، فأكد البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي تعرض لانتقاد في وقت سابق من هذا الاسبوع لمواقفه من الحكومة، ان «على الانسان المؤمن ان يكون جريئاً في الساعات الحرجة وأن يعرف ان الجبن لا ينفعه بل يسوقه الى هلاك نفسه».وقال صفير خلال ترؤسه الصلاة لمناسبة عيد «قطع رأس مار يوحنا المعمدان»: «علينا ان نختار الشجاعة ونجانب الجبن لأن للشجاعة عند الله جزاء كبيراً». وفي إفطار اقامته «مؤسَّسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية» التابعة لدار الفتوى، جدد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني مواقفه المنتقدة لأجواء التعطيل التي يعيشها لبنان «منذ أربع سنوات أو أكثر»، سائلاً: «ألا يدري هؤلاء جميعاً أن لبنان واللبنانيين سيدفعون ثمناً باهظاً لهذا التعطيل؟»، مشيراً الى «الأخطار الداهمة على لبنان والمنطقة كثيرة وهي أكبر من هذه النزاعات السياسية الداخلية التي ستودي بلبنان واللبنانيين. واللبنانيون هم الضحايا». وخاطب المفتي قباني الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري «الذي اختارته الغالبية النيابية من أجل تشكيل الحكومة، وكلفه رئيس الجمهورية بتشكيلها»، قائلاً: «إن استشارات تكليفك هي ملزمة ولكن استشارات تشكيلك للحكومة ليست ملزمة، المصلحة الوطنية هي الملزمة، وكفانا تعطيلاً وهزءاً بالكرامات والشعب اللبناني من الذين يطالبون ويطالبون، نطالبك والناس كلهم الجائعون والمرضى والعاطلون عن العمل، بأن امض على بركة الله، أنت ورئيس الجمهورية والمصلحة الوطنية مقدمة على كل مطالبة من أية جهة كانت». وحيّا قباني رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة «الذي تحمل وتحمل وتحمل الكثير وصابر وصابر، وكان دائماً هادئاً رصيناً حكيماً كما اليوم، ولم نسمع منه تجريحاً بأحد إطلاقاً، مع أن الكثيرين يجرّحون به ويتطاولون على كرامته ويتهجمون على منصب رئاسة مجلس الوزراء وهم يقصدون الرئيس فؤاد السنيورة بالذات، ويقصدون سعد الحريري بالذات، ونحن نقول ان رئاسة مجلس الوزراء هذه المؤسسة الدستورية العريقة وسائر المؤسسات، مؤسسة مجلس النواب ومؤسسة رئاسة الجمهورية، هذه المؤسسات الثلاث غير مسموح قط لأي لبناني كائناً من كان أن يمس بإحدى هذه المؤسسات ومن كرامتها، ومن كرامة القائمين بها لأنه يمس بكرامات اللبنانيين جميعاً، وأن الذي يستمر على هذه السياسة التعجيزية سيثبت أنه سيسقط بالميزان».