بدأ «الغبار» أولى «هجماته» على محافظة حفر الباطن، في «حرب» سنوية متكررة، خلّفت أمس نحو 600 من مرضى الأجهزة التنفسية، اكتظت بهم المستشفيات «أسارى» كمامات التنفس. وبدأت أولى بوادر هجمات الغبار مساء أول من أمس، حين انقلبت سماء حفر الباطن إلى «صفراء» لا تسرّ الناظرين، محملة بالغبار، لتعطل حركة السير، وتشلّ أنحاء المحافظة. فيما آثار الهجمات واضحة على جنبات الطريق، فجميع المركبات أشعلت إشارات التحذير، لتنبيه من لم يكتوِ ب»طعنات» الغبار بعد. ولأن الحرب كر وفر، فطوال 24 ساعة كانت هجمات الغبار تهبط على المحافظة حيناً، وترتفع أخرى لطبقات الجو العليا، وتنقشع بين «هدنة» أشعة الشمس، مسببة إرباكاً في الحياة اليومية، ومثيرة حيرة أولياء أمور الطلاب، على رغم تأكيد إدارة التربية وتعليم في محافظة حفر الباطن، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه «لا تعليق للدراسة». غير أن ذلك لقي ردود فعل بين «مؤيد» و»رافض». فيما اختار أولياء أمور تجنيب أبنائهم «ويلات» مواجهة الغبار، خصوصاً من يعانون من مشكلات تنفسيّة. فيما أكد رئيس قسم الإعلام التربوي في «تربية حفر الباطن»، زبن الشمري أن إدارته «أصدرت تعميماً للميدان التربوي مع بداية العام الدراسي، ويوضح الإجراءات السليمة المتبعة، إذا حدث شيء لا قدر الله، أثناء اليوم الدراسي». بدوره، قال المتحدث باسم «صحة حفر الباطن» عبدالعزيز العنزي: «إن نحو 600 مراجع توافدوا على المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة منذ أول من أمس، وحتى صباح أمس (الاثنين)، وذلك نتيجة موجة الغبار التي تشهدها المحافظة»، داعياً المواطنين والمقيمين، وبخاصة المصابون بالأمراض الصدرية إلى «عدم التعرض للغبار والأتربة، والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة، ولبس الكمامات الواقية أثناء الخروج»، مؤكداً أن الشؤون الصحية في حفر الباطن «اتخذت جميع الاحتياطات لمواجهة موجة الغبار، وتجهيز أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة، لاستقبال الحالات المتهيجة بفعل الغبار». وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أطلقت تحذيراً عن «نشاط الرياح السطحية، ما يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار وتدني مدى الرؤية الأفقية لأقل من واحد كيلومتر».