يبدو أن تجربة المغني والموسيقي الفلسطيني الشاب شادي زقطان في البومه الغنائي الجديد «غناء على الحاجز» أقرب هذه المرة الى الناس. ولدى اطلاقه العمل في مسرح البلد في عمّان، احتشد جمهور كبير لسماع أغانيه المعاصرة، وكيف يواجه بها مرارة الاحتلال الاسرائيلي بكلمات شعراء عرب وغيتار. وكيف غنى ضد الحواجز ولتفاصيل الناس، وقدم ألبومه إلى أصدقائه ورفاقه في مخيم قلنديا قرب الحاجز العسكري والجدار الفصل العنصري. يقول المغني الشاب انه يحاول الخروج من الهتاف: «أردت التلحين وغناء قصائد لم أكتبها، وفي هذه التجربة خرجت من قالب المغني الآتي من الشارع، كما أفعل دائماً». يدخل زقطان عوالم القصيدة الفصحى فيحولها إلى هتاف ضد الاحتلال وحواجزه وجدرانه العازلة، لحن وغنى للشاعر التونسي صغير أولاد أحمد قصيدة «فحب البلاد»، وغنى بالاشتراك مع الفنان عماد الصيرفي قصيدة «قُبرة» للشاعر يوسف الخطيب، وقصيدة «وطني» للشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي بالاشتراك مع الموسيقي تيكي تاني وهو من أهل نيوزيلندا الأصليين. وتضمن الألبوم أغاني عدة منها «دولة» و «باقون» و «غزة وين»، إضافة الى مقطوعة موسيقية لعماد الصيرفي. ويعتبر زقطان أن ألبومه الأول «عن بلد» كان تجربة مع الناس، أما في جديده «غناء على الحاجز» فقد حاول استدراجهم إلى مساحته الفنية الخاصة. ويقول: «يعبر العنوان عن قسوة الحياة التي نعيشها تحت الاحتلال، لذا حاولت تسليط الضوء على الحاجز الذي أصبح أبعد نقطة نصل إليها، وأن اقدم جزءاً بسيطاً من معاناة شعبنا اليومية». ويضيف: «أحببت أن اجرب شيئاً غير مألوف للجمهور، فلست قادراً على حصر أسلوبي في طريقة غنائية معينة. أنا معاصر في أسلوبي الغنائي والحياتي، والدي شاعر وزوجتي شاعرة، لذلك أنا بين أسئلة مهمة في حياتي اليومية والحياتية». عرّف الألبوم الأول «عن بلد» الجمهور على شخصية زقطان الفنية، وساعد في انتشاره في فلسطين. يقول:»كان مفاجأة بالنسبة إلي، الأغاني مطلوبة ومنتشرة لبساطة الفكرة والكلمات ونوع الموسيقى المعاصر الذي ساهم في جذب الجمهور، لذلك أطلقت البومي الجديد من عمان لأوسّع رقعة الانتشار لتجربتي». وعن مشاريعه الجديدة، يشير إلى أنه سيتعاون مع فرقة في رام الله لتجريب العمل الجماعي والمشاركة في تقديم أفكار جديدة تروي «قضايانا اليومية وأحلامنا الموسيقية الحديثة». وتتغذى تجربة زقطان من أحاديث سائقي التاكسي وبائعي الخضر والطلبة والعجزة وروّاد المقاهي وأولئك الفلسطينيين القابعين على الحواجز العسكرية وفي معتقلات الاحتلال. ويقول: «لا أزعم أن كلمات أغنياتي من خيالي الخاص، بل هي ما أستقيه من الشارع والنافذة، وباللهجة العامّية التي نتحدث ونبوح بها يومياً. أغني كفلسطيني وللفلسطينيين، وليس عنهم فقط».