كشف الأمين العام للاتحاد العربي لمزودي خدمات الإنترنت والاتصالات المهندس عبدالعزيز الهليل وجود جهود كبيرة يقوم بها الاتحاد للربط البيني للانترنت بين الدول العربية، مشيراً إلى تشكيل لجنة لدرس وإنجاز ذلك، كما أن هناك اتفاقاً بين جميع مزودي الانترنت الكبار في المنطقة على دعم هذا المشروع، لافتاً إلى أن أعضاء الاتحاد يناقشون طريقة ذلك آلياً والعوائد المالية للأعضاء المرتبطين بها. وأوضح خلال الاجتماع السنوي ال11 للاتحاد العربي لمزودي خدمات الإنترنت والاتصالات (أريسبا) في الرياض أمس أن هذا الربط سيخفف الكلفة على الشركات المزودة للخدمة، وهو ما ينعكس على المستهلك في كل الأحوال، وسيكون لهذا الربط فائدة كبيرة على الدول العربية، إذ انه في حال تكرار انقطاع الكيابل البحرية كما حدث سابقاً فإن الدول العربية لن تتضرر في الاتصال في بينها، وسيستمر تقديم الخدمو من دون مشكلات. ولفت إلى أن حرب الأسعار أثرت في الشركات من خلال خفض أرباحها، وهو ما انعكس بالسلب على عدم تطوير مشاريعها، لافتاً إلى أن مشغلي الانترنت أمام خيارين الأول: خفض أسعار التشغيل وبالتالي تقليل الاستثمارات فيها، والثاني الاعتماد على خدمة «الواي فاي»، وهي تشغيل الانترنت في أي مكان وبالكلفة نفسها، ما يسهم في توسيع قاعدة الانترنت وبأقل كلفة. وعن الدول العربية المنتسبة للاتحاد، قال الأمين العام إن جميع دول الخليج أعضاء في الاتحاد باستثناء عُمان، أما دول المغرب العربي فإنه لم ينضم للاتحاد سوى الجزائر، لافتاً إلى أن مزودي الخدمة في تلك الدول وافقوا على الانضمام للاتحاد، لكننا في الاتحاد نحتاج في الوقت الحالي إلى تعريفهم بالاتحاد، وهو ما نقوم به حالياً.وأضاف أن الاتحاد يضم 21 شركة من مشغلى الانترنت من 12 دولة عربية. وأكد الهليل أن الاتحاد سيسعى خلال عام 2010 إلى إطلاق مبادرات لمحو أمية الانترنت في العالم العربي، وسيتم خلال العام الحالي إصدار مجلة خاصة لمزودي الانترنت تعتبر الأولى على مستوى العالم العربي. وأشار إلى أن للاتحاد ثلاثة أهداف الأول: هو تطوير صناعة الانترنت في الوطن العربي، والثاني: تطوير تجارة الأعمال بين الأعضاء، أما الهدف الثالث فهو وضع معايير لهذه الصناعة، مشيراً إلى أن ما يميز هذا الاتحاد انه الأول المتخصص بمزودي الانترنت، كما أنه معترف به من جامعة الدول العربية، وهو يهتم بالجانب التجاري أكثر من التقني. ولفت إلى اتجاه الاتحاد لتنظيم ورش عمل تهم مزودي خدمة الانترنت، مشيراً إلى أن عددها قليل مقارنة بما يعقد بالنسبة إلى الهواتف المتنقلة، مشيراً إلى أنه سيتم عقد هذه الورش على هامش المؤتمرات لتعميم الفائدة. وعن توجه بعض الشركات إلى إنشاء شبكات بواسطة الألياف الضوئية، قال الهليل إن هذه الخدمة تعتبر متطورة جداً، ولكن الكثير من الدول العربية لا تزال تعمل بنظام الواي ماكس الذي تصل سرعاته إلى 4 أو 5 ميغا بكسل وهي سرعة معقولة وجيدة، لافتاً إلى أن أحد الخبراء اوضح في دراسته أن كلفتها كبيرة مقارنة بالعائد المردود المتوقع، وغالبية الشركات تنظر له كمستقبل بعد عشر سنوات. ولفت إلى أن الاتحاد يهتم بجانب دعم المحتوى العربي في الانترنت، مشيراً إلى أن الاتحاد سيقوم بتفعيل هذا الموضوع، إذ إنه توجد شركات كثيرة لديها محتوى عالمي وتعاني من إشكالية القرصنة على منتجاتها وعدم تسويقها، وهو ما نسعى إلى تنفيذه من خلال الاتحاد. وذكر الهليل أن هناك توجهاً من مزودي الخدمات الانترنت إلى تقديم خدمات أخرى، إضافة إلى هذه الخدمة، إذ إن شركات اتصالات عدة في الدول العربية أصبحت تشتري شركات تزويد البيانات سواء في الخارج أم الداخل، وهذا هو التوقع الذي يسود شركات الانترنت حالياً. من جهته، قال أحد المشاركين في الاجتماع المهندس نبيل العمرو إن هذا الاجتماع لا يعتبر الأول، إذ إن الاتحاد اجتمع أكثر من مرة، مشيراً إلى تحول الانترنت من شيئاً تكميلي إلى أساسي بالنسبة إلى الدول أو الأفراد ويقاس بها تقدم الدول تقنياً. ولفت إلى أن غالبية الاتصالات التي تخرج من الدول العربية والتي تكون متجهة إلى دول مثل الهند وأوروبا وأميركا هي في الأساس تقصد مواقع موجودة في الدول العربية، لكنها تمر بالدول الأوروبية لغياب التنسيق والاتصال المباشر بين الدول العربية.