أكد وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لشؤون البيئة والتنمية المستدامة الدكتور سمير غازي أن السعودية أدركت ضرورة التعامل مع مواضيع الحد من مخاطر الكوارث، والعمل على دمجها في سياسات وخطط التنمية المستدامة، إذ بدأت منذ عام 2008 من خلال التنسيق مع أمانة الأممالمتحدة للاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، والمرفق العالمي للحد من الكوارث والتعافي من آثارها، لتحقيق هذا الهدف. جاء ذلك في كلمة السعودية التي ألقاها الدكتور غازي أمام المنتدى العالمي الرابع للحد من الكوارث، المنعقد بجنيف خلال الفترة من 19إلى 23 مايو الجاري نيابة عن الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز. وتطرق غازي لاستضافة السعودية لفعاليات ورشة العمل الإقليمية لتعزيز التنفيذ الإقليمي للاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث بمدينة جدة في مايو 2009، بمشاركة مندوبي الدول العربية التي نتج منها عدد من التوصيات المهمة أقرها مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، كما تم تضمينها ضمن برنامج العمل التنفيذي لتنفيذ توصيات قمة الكويت «القمة الاقتصادية والاجتماعية». ولفت إلى رعاية السعودية، بصفتها رئيس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة وذلك بتوقيع مذكرة تفاهم بين أمانة الأممالمتحدة للحد من الكوارث والأمانة العامة لجامعة الدول العربية في أغسطس 2008، بهدف التعاون لتنفيذ إطار عمل «هيوغو» في المنطقة العربية على المستويين الإقليمي والوطني، وتم تحديد مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بصفته المجلس المختص بمواضيع التنمية المستدامة على أن يقوم بتنفيذ بنود مذكرة التفاهم في ما يتعلق بمواضيع الحد من مخاطر الكوارث وإطار عمل «هيوغو». وأشار الدكتور غازي إلى أنه تم تفعيل مذكرة التفاهم من خلال قرار مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة في ذات العام الذي تضمن وضع الحد من الكوارث بنداً دائماً، وحث الدول على تنفيذ التزاماتها نحو خطة عمل «هيوغو» في إنشاء المنتديات الوطنية. وقال وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لشؤون البيئة والتنمية المستدامة: «إن جهود السعودية بصفتها ترأس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة قد أدت إلى إنشاء مركز إقليمي للحد من مخاطر الكوارث في القاهرة عام 2009 بالشراكة مع أمانة الأممالمتحدة للاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، والمرفق العالمي للحد من الكوارث، والجامعة العربية ليصبح مركزاً يضاهي المراكز العالمية المماثلة في مجال الحد من مخاطر الكوارث، وتم انتخاب السعودية لرئاسة مجلس إدارته». وقال إن المؤتمر الوزاري الإسلامي الرابع والخامس للبيئة المنعقد برئاسة السعودية في كل من تونس2010 وكازاخستان 2012 صادق على الاستراتيجية الإسلامية للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها التي قام بوضعها المرفق العالمي للحد من الكوارث والتعافي من آثارها، وعلى برنامج العمل الإسلامي لتنفيذ الاستراتيجية. وأفاد أنه تم الاتفاق مع المرفق العالمي للحد من الكوارث والتعافي والبنك الدولي على عقد ورشة عمل إقليمية في السعودية يدعى لها جميع الجهات ذات العلاقة بمواضيع الحد من مخاطر الكوارث، لوضع مكونات برنامج وطني للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، الذي تضمنه برنامج العمل الإسلامي، وسيساند السعودية وغيرها من الدول الإسلامية في وضعه، بحسب قرارات المؤتمر الوزاري الإسلامي للبيئة. وتمنى للمنتدى الخروج بنتائج مثمرة لوضع تصور المرحلة ما بعد 2015 «هيوجو2» وقال : «لا يخفى على الجميع زيادة شدة ومعدلات حدوث الكوارث الطبيعية في العالم وما يُصاحبها من حدوث وفيات وأضرار وخسائر اقتصادية، ومن المعلوم أن المجتمع الدولي بدأ أخيراً بالتخلي عن التعامل مع الكوارث بمنظور إجراءات خطط الاستعداد والانتظار حتى حدوث الكارثة، وإنما التعامل معها بمفهوم الحد والوقاية، الذي يعتمد على بناء قدرة الدولة بجميع مقوماتها على مجابهة الكوارث».