بلغ الذعر العالمي من انتشار وباء «إيبولا» حداً دفع أحد القادة العسكريين البريطانيين إلى تشبيه محاربة الوباء ب «الدخول في حربٍ بيولوجية»، بل إن قائد القوات البرية البريطانية، الجنرال نك كارتر، الذي قاد القوات البريطانية في البصرة (العراق) العام 2004، يعّد لقيادة نحو ثلاثة آلاف عسكري بريطاني إلى سيراليون حيث ينتشر الوباء الذي يعتبره العالم الأسوأ منذ انتشار فيروس الإيدز في ثمانينات القرن الماضي. ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في لوكسمبورغ اليوم للبحث في مكافحة الفيروس «العابر للحدود»، فيما طلب الرئيس باراك أوباما من الأميركيين «عدم الاستسلام للذعر أو الخوف»، داعياً إلى الاعتماد على الوقائع وليس الإشاعات، ورفض خفض الرحلات المقبلة من غرب أفريقيا أو المتجهة اليها. وسيقدم الجنرال كارتر الأسبوع الجاري اقتراحاته الى الحكومة البريطانية في شأن محاربة الوباء ومنعه من الانتقال عبر الحدود في عملية تشبه الخطط التي وضعتها بريطانيا للتعامل مع الحروب البيولوجية. ومن بين الاقتراحات إرسال ثلاثة آلاف عسكري للسيطرة على حركة سكان المناطق المصابة بالفيروس، فيما يستفيد الجنرال كارتر من خبرته في عزل المناطق عندما كان قائداً في العراق وأفغانستان والتحكم في التحولات الديموغرافية للسكان. وفي مرحلة لاحقة، قد تتضمن الخطة البريطانية إرسال سفن تابعة لسلاح «البحرية الملكية» للسيطرة على سواحل سيراليون ودول غرب أفريقيا المطلة على المحيط الأطلسي. وبالطبع ستصاحب «الإجراءات العسكرية» إجراءات طبية تقوم بها فرقٌ طبية، بينما تساعد القوات الملكية في نقل الدواء وبناء المستشفيات. ورغم أن الإيدز قتل عدداً أكبر بكثير من «إيبولا»، بحكم الفترة الزمنية الأطول، فإن كثيراً من خبراء الصحة يعتقدون أن «إيبولا»، في حال انتشاره سيكون أخطر من الإيدز لأنه ينتقل عبر كل سوائل الجسد بينما انتقال الإيدز يتم عبر الدم فقط. وقال البروفيسور توماس فرايدن، مدير «مركز السيطرة على الأمراض ومنعها» (CDC) الأميركي الشهير، أمام مؤتمر في واشنطن أخيراً «لم اشاهد، في حياتي العملية الممتدة لأكثر من 30 سنة، شيئاً يشبه الإيدز غير إيبولا»، الذي قالت عنه منظمة «أوكسفام» الخيرية إنه قد يصبح «أكبر كارثة إنسانية في جيلنا»، وربما في القرن الحادي والعشرين مثلما كان الإيدز أكبر كارثة صحية في القرن العشرين. ورغم أنه لا يوجد حتى الآن عقارٌ معتمد رسمياً كعلاج للفيروس أعلنت كندا أنها صنّعت عقاراً أثبت نجاحه بنسبة مئة في المئة على الحيوانات المصابة بالفيروس لكنه لم يُختبر على البشر بعد. ومن جانبها أرسلت بريطانيا فريقاً علمياً بقيادة دكتور بيتر هاربي من جامعة أوكسفورد إلى غينيا، إحدى الدول المصابة بالفيروس، لتكثيف البحث عن علاج للمرض، فيما سمحت منظمة الصحة العالمية باختبار العقاقير الجديدة على البشر المصابين بالفيروس «كحالة استثنائة في محاولة للسيطرة على الوباء». وكان تقرير سرّي أعدّته منظمة الصحة العالمية كشف أن المنظمة اعترفت في التقرير أنه كان في الإمكان محاربة المرض عندما ظهرت حالاته الأولى مطلع السنة في سيراليون، ومن ثم منعه من التحوّل إلى وباء. وألقى التقرير اللوم على «عدم كفاءة» بعض العلماء في المنظمة، فيما راحت المعامل الطبية في الدول الغربية تتسابق على تصنيع أمصال أو عقاقير لمعالجة «إيبولا» والحماية من الإصابة بالفيروس.