عادت إلى الأرض اليوم كبسولة فضاء روسية أمضت شهراً في مدار الأرض وعلى متنها حظيرة حيوانات تضم فئراناً وسحالي وقواقع، لإجراء تجارب علمية تهدف الى التحضير لرحلات مأهولة إلى المريخ. وحطت الكبسولة «بيون-ام» بسلام على الأرض في منطقة اورنبورغ على مسافة 1200 كيلومتر جنوب شرق موسكو، بحسب ما أعلنت إدارة الفضاء الروسية. وكان على متن هذه الكبسولة 45 فأراً وثمانية قوارض صغيرة و15 سحلية و20 قوقعة وكائنات حية أخرى، وقد وضعت في حجرات وتحت المراقبة المستمرة لكاميرات الفيديو. وستخضع هذه الحيوانات، التي لم يعرف ما إذا كانت كلها بقيت على قيد الحياة، لفحوص لتحديد أثر الإقامة في الفضاء عليها. وقال فاليري ابراشكين مدير البرنامج في المركز الفضائي الروسي إن هذه التجربة تهدف إلى: «تحديد قدرة الجسم البشري على التكيف مع ظروف انعدام الجاذبية، وفهم ما ينبغي فعله في الرحلات الفضائية الطويلة». وجرى تزويد عدد من هذه الفئران بلواقط تتيح القياس المستمر لضغط الشرايين ووتيرة عمل القلب، وسيتم رفع عينات من أنسجة فئران لم ترسل في المهمة لمقارنتها وتحديد التغيرات التي طرأت على الفئران المقيمة في الفضاء. وتعود التجربة السوفياتية الأولى من هذا النوع إلى العام 1957، عندما أرسلت الكلبة لايكا إلى الفضاء، تلاها بعد ذلك إرسال أول إنسان إلى الفضاء، يوري غاغارين، في العام 1961. وقد نفقت لايكا في الفضاء بعد ساعات على إقلاعها من الأرض. ويعتزم علماء الفضاء الروس منذ زمن طويل إرسال رحلات مأهولة إلى المريخ، وهم يدرسون إمكانية إقامة قاعدة ثابتة على سطح القمر اعتباراً من العام 2030 تكون منصة انطلاق الرحلات إلى الكوكب الأحمر. إلا أن قطاع الفضاء الروسي يعاني في السنوات الأخيرة من عدد من الاخفاقات التي قد تؤخر تنفيذ هذه المشاريع.