«إن المملكة العربية السعودية لا تنوي المشاركة في برنامج التحفيز الاقتصادي العالمي بدعم صندوق النقد الدولي مالياً، وأن ذلك من مهام الدول الكبرى»، قرأت ذلك التصريح الذي أدلى به وزير المال السعودي الدكتور إبراهيم العساف الذي نقلته صحيفة «الوطن» في عددها الصادر يوم الجمعة 3 نيسان (ابريل) 2009 فشعرت بالاطمئنان على اقتصادنا الوطني، ذلك لأن الخوف الذي ينشر أجنحته على بلدان كثيرة، ومنها التي كانت لا تتودد ولا تتردد في فرض أجندتها الخاصة على كل بلد يلجأ للقروض وفي ذهنه أن يمارس الحياة بكرامة، يتبدد من حولنا. لقد كانت تلك الدول التي كانت تملك الاقتصاد القوي وتهيمن على صناديق الإقراض، تفرض على الدول التي لا تملك، كل ما لا تطيقه من قوانين ومن تشريعات... لقد فهمت دولنا اللعبة التي أجادتها الدول التي أنشأت تلك التنظيمات والبنوك «الدولية» لتصب فيها ثروات الدول المقترضة، ليقوم أصحاب البنوك ومديروها بإعادة تدويرها لتصب مرة أخرى في قنوات وأحضان اقتصاديات الدول التي تدير البنوك، إنها دوامة لا تنتهي من خلال القروض ذات الفوائد، ولا أحد يفيدنا غير أن تبقى أموالنا في أرضنا التي ستذوق الأمرين إن ذهبت الأموال إلى غير أماكنها، وأماكنها في الأرض العربية وما حولها من دول غير بعيدة عنا. فالأرض العربية أحوج ما تكون لأموالنا واستثماراتنا التي ستكون أقرب وأرحب لنا، فالأرض العربية على امتدادها وتعدادها مؤهلة للاستثمار مع التنظيم الذي لابد أن يعيه المسؤولون في دولنا العربية التي لابد أن تستقبل تلك الأموال بعيداً عن الحساسية، أو ألا تثق بي أنا أخوك؟ فالإخوة أيضاً يجب أن يكون بينهم كاتب يكتب بالعدل، أليس كذلك؟ إنها لغة المصالح التي جعلت موفدي أكبر الدول تتقاطر على دول الخليج لتقنعنا بأن أموالنا يجب أن تقوم بدورها في دعم الاقتصاد العالمي الذي ينهار أو يكاد! يحفظنا الله، وكان الله في عون أخوتنا في كثير من الدول الشقيقة الذين ما زالوا يعانون من القروض التي تخنقهم وتسود عيشتهم، والبنك الدولي كان مشغولاً عنهم بمنح المكافآت لكبار موظفيه وأمور أخرى لا تمت إلى تنمية اقتصاد الدول المستدينة بصلة. نحن الآن وقبل وبعد، لا ندان إذا قلنا إننا لن نتفاوض حالياً، لا مع الصندوق ولا مع شركائنا في المجموعة لتوفير مبلغ التسعين مليار دولار التي طرحت كمحصلة لما سيحصلون عليه إذا نحن استجبنا، لقد حصلنا على الكثير من الإشادات التي أنعموا علينا بها مقدماً! وبدون مقدمات قلنا لهم نحن نفهم اللعبة وأموالنا ستبقى تحت ناظرينا. لقد وضع العالم العربي ثقته في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذهب الملك وهو يمثل الشعب العربي في مجموعة العشرين، فكان صوتهم القوي الذي أفهم ذلك الجمع، أنه كفى فنحن نفهم اللعبتين السياسية والاقتصادية، ونحن الآن نلعب في التشكيلة الأساسية ونسجل الأهداف فلا داع لملعب آخر لم نضع خطوطه نحن. نحن هنا إذن نطمئن، ولعل عالمنا العربي يلتقط الكرة الآن ليبدأ تسجيل الأهداف التي طال انتظارها من قبل مواطنه المنتظر. سارة بنت محمد الخثلان