هل الاعلام العربي «إعلام شبيح أم إعلام ثوري»؟ سؤال كبير طرح في اليوم الأول من «منتدى الاعلام العربي» الذي افتتح في دبي أمس، برعاية نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وحضوره. وأثير السؤال في اطار شعار المنتدى في نسخته الثانية عشرة «الاعلام العربي في المراحل الانتقالية» الذي وُجّهت إليه اتهامات أهمها أنه ما زال يعمل وفق الظروف والمعطيات التي سبقت التغييرات التي أحدثها «الربيع العربي». واعتبر مشاركون أن «الظروف والارادة السياسية لم تنضج بعد لإصلاح الاعلام العربي». فيما أشار آخرون الى أن الأنظمة السياسية لم تستطع تغيير الأنظمة الاعلامية، والاعلام الرسمي لا يزال ضعيفاً أمام الخطاب الديني. ويبقى السؤال: كيف ينظَّم الاعلام ليكون أكثر حرية وتوافقاً مع متطلبات المرحلة المقبلة؟ الجواب جاء من متحدثين في المؤتمر عن ضرورة عدم إلحاق الظلم بالإعلام وانهاء الاتهام اليومي الذي يتعرض له بعرقلة مسيرة التغيير في دول الربيع العربي. فيما أكد خبراء ضرورة وضع خريطة طريق للعمل الاعلامي العربي في المرحلة المقبلة وإيجاد هيئات ضابطة له ليكون صناعة فاعلة. وأوصى متحدّثون بالعمل على التطوير لا التطهير وفق ضوابط مهنية، والتوافق مع متطلبات السوق بالنسبة إلى الاعلام الخاص، والتوافق مع النظام العام بالنسبة إلى الاعلام الرسمي. وافتتحت المديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي ورئيسة اللجنة العليا المنظمة للمنتدى منى غانم المري، الجلسة الأولى التي حضرها شيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، إلى جانب عدد من الوجوه الإعلامية والصحافية في الامارات والعالم العربي. وأكدت المري في كلمتها أن «المنتدى حافظ منذ انطلاقته على نهج واضح في مسيرته، يحدوه أمل الوصول إلى أفضل الصيغ الممكنة للتعامل مع واقع إعلامنا بأسلوب فعال يضمن له سبل التطور». ورأت أن برنامج الدورة الحالية «يتسم بالعمق والشمولية ويحاول التوقف عند مختلف الظواهر للبحث في خلفياتها وآثارها على المهنة وقدرتها على تحقيق هدفها ورسالته». وأكد شيخ الأزهر أن الاعلام العربي يواجه تحديات كبيرة في هذه المرحلة منها التصدي لظاهرة الفتاوى التكفيرية والقنوات التي تفتت الاسلام والأمة. ودعا الى حرية الكلمة والتعبير عنها والتزام الثوابت الثقافية والمجتمعية. ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن «الاعلام العربي لم يعد سلطة رابعة فقط بل أصبح سلطة كاملة لها وجود وتأثير على كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها». وقال إن «الاعلام يجب أن يكون جسر حوار مع العالم الخارجي والدفاع عن خصوصيات العرب وعن الشخصية العربية التي يسعى الآخرون لوصفها بالعنف والارهاب وإبراز ظاهرة الاسلاموفيا والدعوة الى محاربتها». وأكد أن للاعلام دوراً مهماً في وجود مناخ الحرية لطرح القضايا نحو التغيير للأفضل، داعياً الاعلاميين العرب الى تكريس الجهود وتصحيح الصورة النمطية عن العرب والدفاع عن هويتهم.