أنهت أمانة محافظة جدة أعمال الترميم المختصة في أقدم المنازل التاريخية في محافظة جدة، ومايعرف بمنزل « أبو دحيلس» التاريخي «البسيوني» والذي يضم وقف الفلاح وبيت أبو صفية و «الحوش» الرابط بينهما، بعد عامين من الترميم بكلفة إجمالية بلغت تسعة ملايين ريال، وتعمل الأمانة حالياً على إعادة استخدام المبنى كمقر لبلدية جدة التاريخية بعد إنجاز الترتيبات اللازمة لافتتاح المجمع. وأكد مدير إدارة تطوير العمران في المنطقة التاريخية في أمانة جدة الدكتور عدنان عدس أن مشروع ترميم بيت أبو دحيلس يعد أكبر مشاريع الترميم والتأهيل للمباني التاريخية، إضافةً إلى أن هناك تبادل آراء لاستخدام جزء منه لكلية الأمير سلطان للسياحة، ومكتباً للهيئة العامة للسياحة والآثار في المحافظة. وقال «إن المبنى تم ترميمه وفق أفضل المواصفات وأساليب الترميم، وسيصاحب الافتتاح معرض للصور الفوتوغرافية، وستتم دعوة وجهاء وأعيان المدينة لهذه الحفلة، لافتاً إلى أنه سيتاح حضور وزيارة المجمع والمعرض الفوتوغرافي للعامة لمدة أسبوع، ومن المتوقع أن تكون حفلة الافتتاح قبيل شهر الحج بعد انتهاء أعمال التأسيس الجار العمل فيها حالياً والمنتظر أن يتم الانتهاء منها في غضون شهرين» . وأوضح أن أعمال ترميم المبنى تمت باستخدام الأحجار القديمة والمواد التقليدية مع تقويته بما يحافظ على مظهره التاريخي، وأعمال حقن الأساسات باستخدام مادة كيماوية قوية تنفذ في الفراغات بين الجدران لتدعيم تماسك المبنى، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من إعداد الدليل الفني للترميم، وجار طباعته ويتم توافره مجاناً بثلاث لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية لجميع المهتمين من مهندسين وعلماء آثار ومشاركين وطلبة جامعات، ولهذا الدليل الآن صفحة على موقع الأمانة على الإنترنت . ولفت عدس إلى أن باكورة أعمال الترميم الاحترافي والمهني بأفضل المواصفات كان مشروع الترميم بحارة اليمن ببيت أبو دحيلس التاريخي « البسيوني»، وتم استخدام بعض الفراغات الخارجية في المجمع كقاعات إحداها للاجتماعات تسع لنحو 20 شخصاً، وستزود بأجهزة عرض مرئي، وأخرى سيتم استخدامها كقاعة مناسبات تستوعب نحو 50 شخصاً وتزيد مساحتها على200 متر مربع. وزاد «إن ترميم المباني التاريخية يمر بمراحل عدة تبدأ بتشخيص البيت القديم هندسياً بالكامل وكتابة تقرير فني عن حالته، وأعمال الترميمات اللازمة له، ووضع خطة ترميمه وكيفية تأهيله بناء على الدليل الفني الذي أعدته الأمانة وجارٍ طباعته حالياً، يليه إصدار رخصة بناء لإعادة الترميم، ثم يبدأ الترميم باستخدام المواد التقليدية كالحجر القديم والخشب الأصلي بعد معالجتها، ويتم التعامل مع بعض العناصر الحديثة كالأسمنت وغيره بمعايير محددة وإجراء تمديدات الكهرباء والمياه في أضيق الحدود حتى لا تكون ظاهرة عليه. وأضاف « قمنا بعمل تدريب للعمال والمهندسين على أعمال الترميم واللياسة بالمواد القديمة التي لا تؤثر على جسم المبني التاريخي، وإضافة بعض عناصر التقوية والتدعيم للمبنى، وربط حوائطه ببعضها بفواصل من حديد، إضافةً إلى حقن مادة كيميائية في مسامات وفراغات الحائط لتجعله أكثر تماسكاً مع ربط الأسقف بجسم المبنى بطريقة تزيد من تماسكه بعد تشخيص المشاكل الموجودة بالمبنى التاريخي ومعالجة وترميم العناصر الخشبية الموجودة به كالرواشين والحلوق والنوافذ. وألمح إلى أن أعمال تأهيل المباني الموجودة بالمجمع تمت بحساسية شديدة وحرصت على إدخال نظم جديدة كالتكييف والإضاءة والعزل بلا ضرر، لافتاً إلى أن أعمال ترميم المباني الخمسة الموجودة بالمجمع استغرقت ما يقرب من عامين بكلفة إجمالية وصلت إلى تسعة ملايين ريال.