إلى متى ستبقى أمورنا في الرياضة تسير بالبركة في غياب تام للعمل المنظم، وهو ما يجعلنا نقع في أخطاء متكررة، وكأننا نطبق المثل الشعبي المعروف «من جرف لدحديرة»! ولعل ما حدث في لقاء الهلال والاتحاد الأخير، يذكرني بما حدث في لقاء الهلال والأهلي قبل أعوام عندما كان أحمد المرزوقي رئيساً للنادي الأهلي، إذ واجه ما واجهه رئيس نادي الاتحاد الحالي، محمد فايز. ولا أدري لماذا ترتبط الأحداث باستاد الملك فهد الدولي من دون غيره من الملاعب الرياضية الأخرى المنتشرة في مدن ومناطق المملكة، وهل لذلك ارتباط بأسماء الأندية وجماهيريتها، وتنافسها؟ أكاد لا أصدق نفسي، وأنا أسمع رئيس نادي الاتحاد - الرجل الفاضل - وهو يكشف للقناة الرياضية على استحياء ما حصل معه ومع إدارته داخل المنصة. وكيف أن إدارة الملعب تعاملت معهم وكأنهم مجموعة من الجماهير! مثل هذا التصرف لا يمكن أن نقبل به، لا مع رئيس نادي الاتحاد، ولا مع رئيس أحد أندية الدرجة الثالثة، خصوصاً إذا ما عرفنا أن رؤساء الأندية هم أناس جاءوا من خلال الجمعيات العمومية للأندية، التي تشرف عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ذلك يعني أن لهم صفة رسمية، ومن كان له هذه الصفة، فإن إدارة الملعب ملزمة بتحديد مكان جلوسهم قبل يوم من إقامة المباراة، ولا سيما إذا كانت هذه المباراة، مباراة دربي، أو كلاسيكو، كما هي الحال في مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة! ومهما كانت المبررات التي ساقتها إدارة إستاد الملك فهد الدولي طوال هذا الأسبوع، سواء عبر البرامج الرياضية أم الصحافة الورقية، فإنه لا يجب تمرير هذه الحادثة من دون التحقيق فيها، ومحاسبة المخطئ أياً كان اسمه أو منصبه! لقد مللنا من الحديث عن رغبتنا في توافر بيئة مريحة ومناسبة في ملاعبنا، وكون ذلك لن يتحقق في القريب العاجل، فإنني أطالب مديري الملاعب، وقبلهم اتحاد كرة القدم بوجود الحد الأدنى من احترام رئيس النادي وإدارته، واحترام المشجع العادي الذي دفع ثمن جلوسه ليضمن مقعده! ولأن الأحداث لا يصنعها إلاّ إستاد الملك فهد الدولي، فقد جاء صوت الجمهور الهلالي وهتافاته العنصرية غير المقبولة ضد لاعبي فريق الاتحاد، لتعيدنا إلى هتافات سابقة مرت من دون أن نعيرها أي اهتمام، على رغم من خطورتها وتداعياتها! إن المؤلم والمؤسف أن نجد في إدارة الهلال من يبرر هذه التصرفات، كمن يقول إنه جمهور مدسوس داخل جمهور الهلال، أو من يعبر عن عجزه في ضبط الجمهور، أو صحافي يكتب - وليته لم يكتب - «كانوا يطالبون الإدارة بلاعب نيجيري»! إلى هذا الحد وصل بنا الوضع لاستخفاف عقول الناس، وهم بذلك كأنما يباركون هذه الأفعال، وهذا مؤشر خطر بدأ تأثيره يصل إلى الأطفال الصغار والشباب، وكنت أنتظر من إدارة نادي الهلال اعتذاراً عما حدث في المنصة وما حدث من الجمهور، ولكنها خذلتني! [email protected] abdullahshaikhi@