أعلن نائب الرئيس لمناطق جنوب شرقي أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «لوفتهانزا»، كارسن شيفر، أن الناقلة الألمانية توصلت إلى اتفاق مع موظفيها ومع النقابة، لحلّ يرضي الطرفين، حيث زادت أجور العمّال وأعادت هيكلة نظام حقوقهم، بأسلوب لا يضر بتنافسيتها، ويرفع في الوقت ذاته أجور العمال ويعطيهم ضمانات وظيفية أكبر. وأكد شيفر في مقابلة مع «الحياة» أن الناقلة الألمانية حققت ارباحاً كبيرة خلال العام الماضي، عالمياً وعلى مستوى المنطقة العربية، على رغم التحديات التي واجهتها، مثل الإضرابات العمّالية وارتفاع سعر الوقود وضريبة الكربون والأحوال الجوية. ولفت إلى ان أرباح «لوفتهانزا» تجاوزت 990 مليون يورو العام الماضي وسجلت اعلى رقم في عدد المسافرين على متن طائراتها من المنطقة العربية، والذين تجاوز عددهم مليون راكب، بينهم 400 الف من دول مجلس التعاون الخليجي، بنسبة زيادة تجاوزت 10 في المئة قياساً الى عام 2011. وأكد ان الناقلة الألمانية لم تتأثر بالتوتر السياسي في بعض دول المنطقة العربية، بل على العكس، إذ زادت حركة الركاب من مصر ولبنان والأردن، بسبب تنقل المؤسسات الدولية غير الحكومية لرعاية اللاجئين، إضافة إلى حركة الهجرة من الدول المتضررة. واستبعد أن تتأثر أعمال «لوفتهانزا» في الخليج نتيجة السماح لبعض الناقلات مثل «طيران الإمارات» بالهبوط في المطارات الألمانية. وقال «لوفتهانزا ما زالت تنقل الركاب من كل أنحاء العالم إلى الإمارات، وأعمالنا في السعودية جيدة جداً، ونطير إلى الدوحة من دون توقف». وأشار إلى أن الشركة تواجه مشكلة عدم قدرتها على تلبية الطلب المتزايد من المنطقة، وتخطط لزيادة عدد رحلاتها اليها باستخدام طائرات أكبر، لمواجهة هذا الطلب المتزايد. وقال «سنزيد خمس رحلات أسبوعياً إلى جدة والرياض، لتضاف إلى سبع رحلات اسبوعية تنظم بين فرانكفورت والسعودية». وأكد شيفر ان مطارات المانيا، خصوصاً مطار فرانكفورت، لديه قدرة إستيعابية أكبر من مطار دبي الذي يعاني ازدحاماً في أجوائه، ما يزيد تنافسية «لوفتهانزا» في نقل ركاب من المنطقة إلى بقية أنحاء العالم. يذكر ان دول الخليج تواجه تحديات ازدحام الأجواء بعد رفع القدرات الاستيعابية لمطاراتها، كما أن أكثر من 50 في المئة من أجواء المنطقة مغلقة امام الطائرات التجارية كونها منطقة عسكرية، وان ما يزيد على 65 في المئة من حركة طائرات رجال الأعمال في منطقة الشرق الأوسط تتركز في الخليج. ويتوقع ارتفاع حركة الطائرات من الشرق الأوسط وإليه بمعدل 7.6 في المئة سنوياً لتقارب 2.5 مليون رحلة بحلول عام 2025، ما يزيد الضغط على الأجواء الخليجية، التي باتت ممراً للرحلات بين الشرق والغرب. ولم ينكر شيفر أن تغيير الاتحاد الأوروبي موقفه تجاه ضريبة الكربونن سيقلل نفقات الناقلات الأوروبية، لكنه سيخفض بالتالي تنافسيتها مع شركات الطيران العالمية، بعدما حصر الضريبة على شركات الطيران الأوروبية داخل أجواء دول اليورو، وأعفى الناقلات غير الأوروبية منها. وأكد أن الناقلات الأوروبية تتفاوض مع حكوماتها حالياً لمعالجة ملف الضرائب، التي تثقل كاهلها وتحد من استفادة الاقتصادات الوطنية من هذا القطاع. ولفت إلى أن أسعار الوقود انخفضت هذا العام قليلاً لكن «لوفتهانزا» لا تزال تستخدم أسلوب التحوّط في شراء الوقود، كما انها استثمرت البلايين لشراء طائرات جديدة تستهلك وقوداً أقل، موضحاً أن الشركة تقدمت بطلب شراء 240 طائرة. وأوضح أن الناقلة الألمانية تتجه إلى استخدام الوقود الأحفوري لتجنب أزمات ارتفاع أسعار النفط، وأنها تفاوض شركات في جنوب شرقي آسيا وأفريقيا للحصول على المواد الخام بأسعار أقل.