كشفت شركة أرامكو السعودية في بيان صحافي أصدرته أمس حول نتائج التحقيقات في حادثة تسرب الغاز بوحدة التكسير بالعامل المساعد للتكرير في مصفاة جدة، عن أن غاز ثاني «كبريتيد الهيدروجينكانت» كان السبب المؤدي إلى وفاة الموظف فوزي علي شوشو، وإصابة زملائه ال 11 الآخرين. وأوضحت «أرامكو» أنه أثناء قيام فنيين مؤهلين بأعمال الصيانة الوقائية الدورية لأحد الصمامات في المصفاة بعد أن تم عزله وتطبيق إجراءات السلامة المتبعة في مثل هذه الأعمال بما في ذلك ارتداء العاملين لأقنعة الوقاية من الغاز، تسربت كمية محدودة من غاز ثاني كبريتيد الهيدروجينكانت موجودة في وصلة أنابيب معزولة مسبقاً. وبينت أن هذا التسرب تزامن مع مرور المشرف على التشغيل المرحوم فوزي علي شوشو الذي قدم للاطلاع على سير الأعمال، مما تسبب في تعرضه لهذا الغاز، موضحة أنه على إثر هذا التسرب تم إطلاق أجهزة الإنذار في الموقع، ومباشرة تفعيل خطط الاستجابة للطوارئ وإخلاء الموقع من جميع الموظفين سوى فرق الطوارئ المعنية بعمليات الإنقاذ والتعامل مع الحادثة. وأفادت بأنه تمت محاولة إسعاف المصاب لكن المنية وافته بعد نقله إلى المستشفى، مضيفة «وبعد أن تم التأكد من سلامة الموقع وانتهاء الحدث، أرسلت الشركة للمستشفى كافة الموظفين العاملين في الموقع، وكذلك الذين نفذوا الخطوات المتبعة في خطة الطوارئ، للاطمئنان على سلامتهم، وقد خرج معظمهم بعد أن تم التأكد من خلوهم من أية إصابات». وأكدت أن كمية الغاز التي تسربت كان ضررها محصوراً في منطقة التسرب مباشرة فقط «ولم تكن تشكل أي خطر على بقية مناطق العمل في المصفاة أو أية منطقة خارجها، مع العلم بأن غاز ثاني كبريتيد الهيدروجين يتشكل نتيجة لعمليات تكسير البترول في هذه الوحدة، ويتم التخلص منه بطريقة آمنة كما هو معتمد في مصافي التكرير المماثلة، وقد ظلت وحدة التشغيل المشار إليها تعمل ولم تتأثر بالحادثة». وأشارت إلى أن الفقيد فوزي شوشو عمل في الشركة لمدة 31 عاماً أمضاها كاملة في مصفاة جدة وقد تلقى خلالها دورات تدريبية وتأهيلية كثيرة، وتميز عمله بالتفاني والإخلاص والتعاون مع زملائه. وشددت على التزامها التام بقواعد وأصول السلامة، ولا سيما داخل المعامل والمواقع الصناعية التابعة لها، للمحافظة على الأرواح والممتلكات، وأن موظفيها ملتزمون كذلك باتباع جميع الإجراءات وأخذ الاحتياطات اللازمة أثناء قيامهم بأعمالهم. وأبانت أنه تم تشكيل فريق عمل متخصص ذي مستوى رفيع من قطاعات عدة في الشركة وبمشاركة حكومية للتحقيق في الحادثة لمعرفة ظروفها ومسبباتها، وتحديد الخطوات التي من شأنها ضمان عدم تكرارها مستقبلاً. وفي شأن متصل، قدم رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، يرافقه إدارة الشركة وموظفوها، واجب العزاء والمواساة لذوي الفقيد. وعبر المهندس الفالح عن عميق تأثره حول الحادثة، بالقول: «الحزن يغمرني وأنا أفقد أخاً عزيزاً علينا، وأسأل الله لعائلته الصبر والسلوان في مصابهم، وأن يجدوا العزاء في أن الفقيد لاقى ربه وهو يعمل بشرفٍ وإخلاص في خدمة وطنه، وأنا واثق أن هذا هو شعور كل من يعمل في أسرة أرامكو السعودية،كما أنهم يشاركونني التصميم على أن يظل الحرص على السلامة دوماً في مقدمة أولوياتنا، وستبذل الشركة كل جهدٍ في سبيل حماية موظفيها، وأشكر موظفي المصفاة الذين تعاملوا مع الحادثة بكل مهنية التزموا فيها بخطط الاستجابة للحالات الطارئة، ونحمد المولى على سلامتهم جميعاً».