رد تنظيم «القاعدة» في اليمن سريعاً على انتشار الحوثيين في مركز محافظة إب (170 كيلومتراًَ جنوبصنعاء)، فسيطر مسلحوه أمس على ثلاث مديريات في المحافظة، غداة إحكام قبضته على مدينة «العدين»، حيث هاجم المقرات الأمنية وتسبب في مقتل عدد من الجنود وجرح آخرين، بالإضافة إلى نهب فروع مؤسسات مالية حكومية وأهلية وتدمير أخرى. وفيما شن التنظيم هجمات في أبيَن وحضرموتوصنعاء، سقط فيها قتلى وجرحى، حال اتفاق أمني - سياسي مع جماعة الحوثيين دون استكمال زحفهم جنوباً إلى مدينة تعز، إذ تعهدت قيادة المنطقة الرابعة في الجيش اليمني حمايتها، وسط ضغوط للجماعة على سلطات مدينة إب لإقالة مدير الشرطة القريب من حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الإخوان المسلمين). ولوحظ أمس أن الجماعة باشرت جزئياً تفكيك بعض خيم اعتصامها في شارع المطار في صنعاء. وكان المسلحون الحوثيون تمكنوا في الأيام الثلاثة الماضية من السيطرة على محافظات حجة والحديدة وذمار وإب من دون مقاومة تذكر، وذلك بعد إسقاط صنعاء وعمران وصعدة وأجزاء من الجوف ومأرب، في سياق سعيهم إلى السيطرة على كل محافظات الشمال والغرب اليمني وصولاً إلى باب المندب في أقصى الجنوب الغربي. وقالت مصادر أمنية وشهود ل «الحياة»، إن عشرات المسلحين التابعين ل «القاعدة» هاجموا مساء الأربعاء مدينة العدين وسيطروا عليها «بعد اشتباكات عنيفة مع قوات أمنية محدودة وحراس مقرات أمنية وحكومية ومصارف». واعتبرت المصادر الهجوم رداً على دخول الحوثيين مدينة إب، مركز المحافظة، مؤكدة أن ثلاثة جنود قتلوا في الهجوم وجرح ثلاثة وأُسر تسعة آخرون. وأشارت إلى «أن السلطات الأمنية لم تحرك ساكناً لصد هجوم المسلحين، ولم ترسل تعزيزات إلى المنطقة التي انتشر فيها مسلحو «القاعدة» وأقاموا نقاط التفتيش عند مداخلها، وتجاوزوها إلى ثلاث مديريات مجاورة، هي مديرية فرع العدين والحزم ومذيخرة، من دون أي اعتراض من المواطنين أو الجهات الأمنية». وفي سياق تكثيف «القاعدة» هجماته، قتل جندي وجرح ثلاثة بهجوم على نقطة للجيش وسط مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) شرق اليمن، بالتزامن مع هجوم استهدف دورية في مديرية أحور في محافظة أبين (جنوب)، وأدى إلى مقتل جنديين. في غضون ذلك، علمت «الحياة» أن اشتباكات متقطعة تجددت أمس بين الحوثيين وعناصر من»القاعدة» في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، بعد ساعات على إعدام التنظيم قيادياً حوثياً أسره خلال مواجهات الأربعاء التي أوقعت 12 قتيلاً من الجانبين. وقالت مصادر قبلية إن «مسلحي التنظيم اعترضوا تعزيزات للحوثيين آتية من ذمار إلى رداع في منطقة العرش، في وقت انتشر مئات من المسلحين من الجانبين في أرجاء مدينة رداع، استعداداً لمعركة قد يطول أمدها». وحال اتفاق أمني - سياسي دون تقدم الحوثيين نحو مدينة تعز، وكشف مدير الشرطة في تعز العميد الركن مطهر الشعيبي، عن أن لقاء ضم السلطات الأمنية مع قادة حوثيين، تمخض عن اتفاق على «تعزيز الإجراءات الأمنية الكفيلة بضبط العناصر المتهمة باغتيالات طاولت بعضاً من أنصار الله (الحوثيين) في المحافظة في الفترة الماضية، والعمل لضبط المطلوبين، ومنع أي مظاهر مسلحة والتجول بالسلاح». ويشهد اليمن ذروة التصعيد في اضطرابات أمنية وسياسية ومطالب انفصالية في الجنوب، وفاقم الأزمة سقوط صنعاء في قبضة الحوثيين في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي، وتمددهم السريع للسيطرة على معظم مناطق اليمن في الشمال والغرب. ولم يُعرف بعد متى يؤدي رئيس الوزراء المكلف خالد بحاح اليمين الدستورية تمهيداً لاختيار التشكيلة الحكومية، وفقاً لما نص عليه اتفاق «السلم والشراكة» مع الحوثيين والأطراف السياسية.