ب «هاشتاغ» على «تويتر» هو # WDF 2014، اختار الموقع الأميركي المخصّص ل «يوم الغذاء العالمي» worldfooddayusa.org، الاحتفاء بالمناسبة المكرّسة لتذكير البشر بأن مئات الملايين منهم تعاني جوعاً مقيتاً. تضمّن تلك التغريدات المتّصلة بذلك ال «هاشتاغ» أن «صفر جوع هو أمر واقعي» و«لنرفع نخباً للمزارع» و«للزِراعة الأُسريّة آفاقها». وجعل الموقع الأميركي شعاره للسنة الجارية «الزِراعة الأُسريّة: إشباع العالم ورعاية الكوكب» في سعي لإبراز أهميّة الزِراعة الأُسريّة في مكافحة الجوع ومقاومة تدهور البيئة. ورفع القسم المخصّص لذلك اليوم في موقع «منظمة الغذاء والزِراعة - الأممالمتحدة» («فاو»)، الشعار المذكور آنفاً، مع تدوين صغير يلفت إلى أهمية الأسرة المزارعة في مكافحة الفقر والجوع، وتعزيز الأمن الغذائي، وتحسين أحوال المواشي، وإدارة الموارد الطبيعيّة، وحماية البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة (خصوصاً في المناطق الريفيّة)! عرب وجفاف وجوع في تقرير صدر عن منظمة ال «فاو» بصدد حال انعدام الأمن الغذائي في العام 2014، يرد أنه في شكل عام، استطاعت 63 دولة خفض الجوع بمستويات مختلفة. ويضيف: «حقّقت عشر دول أكبر نجاح في خفض مجموع عدد الجياع بالنسبة الى عدد السكان، من بينها دولة عربيّة (الكويت)، التي تنضم إلى البرازيل وأرمينيا وأذربيجان وتايلاند وجورجيا وغانا وفنزويلا وكوبا وسانت فينسنت وجزر غرينادين». وعلى رغم ذلك التقدّم، يلاحظ التقرير عينه بروز تحديات أخرى تعيق تحقيق الأمن الغذائي، ما يعني ضرورة بذل مزيد من الجهد. وعلى رأس تلك التحدّيات، تبرز مسألة التغيّر المناخية التي تتجه الآن إلى التطرّف، ما يسبّب كوارث طبيعة تؤثر على مناحي الحياة على الكوكب الأزرق، خصوصاً بالنسبة للتربة والزِراعة والموارد الطبيعيّة. ويشير التقرير نفسه إلى تفاقم التصحّر والجفاف، مبرزاً أرقاماً تؤكّد زيادة وتيرة الجفاف وكثافته وتطاول موجاته في مناطق كثيرة، بأثر من التغيّرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض (الاحتباس الحراري). ويوضح التقرير أيضاً أن معظم العالم العربي يقع في نطاق الأراضي الجافة وشبه الجافة والقاحلة، ما يؤثّر على الأمنين المائي والغذائي. وأورد التقرير عينه دراسات تشير إلى أن الناتج الزراعي في المنطقة العربيّة ككل ربما ينخفض بأثر من الجفاف، بنسبة تصل إلى 21 في المئة بحلول 2080، مع وصول النسبة عينها إلى 40 في المئة في أجزاء من شمال أفريقيا. ويضيف التقرير أن المنطقة العربيّة تستورد ما يزيد على 70 في المئة من حاجاتها الغذائيّة، وتضمّ أكبر تسعة مستوردين للقمح تتقدّمهم مصر بوصفها المستورد الأكبر للقمح عالميّاً. واستطراداً، يشدّد التقرير على وجود حاجة ملحّة لاتخاذ خطوات علميّة للتكيّف مع التغيّرات المناخيّة، إضافة إلى تطبيق أساليب الزِراعة المُستدامة وتلك التي تقاوم تغيّر المناخ، ما يسمّى أيضاً «الزِراعة الذكيّة». وفي سياق متّصل، تؤكّد توصيات التقرير أهمية رسم سياسات للصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية، والتقلّبات المتطرفة في المناخ، إضافة إلى اتخاذ القرارات بناء على معلومات علميّة دقيقة، والتنسيق الكامل بين مؤسسات الدولة، ورفع قدرات الكوادر البشرية ومهاراتها. المزارع الأُسريّة تطعم العالم على المستوى العالمي، هناك ما يزيد على 570 مليون مزرعة، بينها 500 مليون مزرعة أُسريّة، وفق تقرير أصدره قسم «إدارة اقتصادات التنمية الزراعية» في منظمة ال «فاو» عن واقع الزِراعة الأُسريّة حاضراً. ويلفت التقرير عينه إلى أن عدد المزراع الأُسريّة يبدو كبيراً، لكن معظمها مزارع صغيرة مساحتها أقل من هكتارين، بل يصل عدد المزارع الصغيرة إلى 475 مليون مزرعة. ويرسم التقرير صورة توزيع المزارع الأُسريّة على النحو التالي: 74 في المائة في شرق آسيا وجنوبها ومنطقة المحيط الهادئ، فيما تتوزّع البقيّة بصورة غير متساوية على الصين والهند وأفريقيا (منطقة جنوب الصحراء الكبرى)، وأوروبا ووسط آسيا، ومنطقة الكاريبي، وقارة أميركا اللاتينية، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويلفت التقرير عينه إلى أن معظم المزارع الأُسريّة موجود في دول منخفضة أو متوسطة الدخل، بل أن 30 في المئة من تلك المزارع موجود في الدول الفقيرة، و4 في المئة في الدول الغنيّة. في المقابل، يؤكّد التقرير أن الامر لا يتعلق بمجرد عدد المزارع أو كثرتها، بل أن ما يهم هو إنتاجيتها ومدى مساهمتها في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وكذلك تحسين الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة للمزارعين وأسرهم، وتوسيع الفرص المتاحة لهم تكنولوجيّاً وعلميّاً ومهاريّاً. ويرى التقرير أيضاً أن مجموع مساحة ذلك العدد الكبير من المزارع الأُسريّة، هو أقل من مجموع مساحة المزارع غير الأُسريّة! وعلى رغم ذلك، توفر المزارع الأُسريّة ما يزيد على 80 في المئة من الأغذية عالميّاً. في ذلك الصدد، يشدّد جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة ال «فاو» في كلمتة بمناسبة «يوم الغذاء العالمي»، على أهمية دعم الزِراعة الأُسريّة. ويرد في تلك الكلمة: «يتوجب على الحكومات الابتكار في السياسات الخاصة التي تنفذها دعماً للزِراعة الأُسريّة. ويتعيّن على المزارعين الأُسريّين الابتكار في النظم التي يستخدموها. إذ يواجه المزارعون الأُسريّون تحديات جسيمة أثناء نهوضهم بدورهم اجتماعيّاً واقتصاديّاً وبيئيّاً وثقافيّاً، ما يفرض رعايتهم وتعزيز قدراتهم. وعندما يكون المزارعون الأُسريّون أصلب عوداً، تعمّ الفائدة على الجميع. وإذ نقترب بسرعة من الموعد النهائي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفيّة (الثالثة)، نعمل معاً أيضاً على بناء مستقبل مستدام ومتحرّر من الجوع، وهو أمر يتولى المزارعون الأسريّون الدور الأكبر فيه».