كسر الاتحاد بثوبه الجديد التوقعات التي صبت في مصلحة خصمه الهلال للفوز بمباراة الذهاب، التي جمعتهما في دور الثمانية من كأس الملك، بعد أن نجح لاعبوه في الفوز بثلاثة أهداف لقاء هدفين، فيما عاد الشباب بفوز ثمين بهدفين من دون رد على مضيفه الرائد، في الوقت الذي تعادل فيه الفتح والاتفاق بهدفين لمثليهما. الشباب - الرائد وفي مدينة الملك عبدالله الرياضية ببريدة، بدأ الضيوف بالضغط على أصحاب الأرض حتى تمكن مهند عسيري من خطف هدف شبابي باكر بعد عرضية من عبدالله الأسطا حوّلها داخل شباك محمد الخوجلي هدفاً شبابياً أول (6). واستمرت السيطرة الشبابية في النصف ساعة الأولى من دون تشكيل خطورة تذكر، وتحصّل الرائد على خطأ قريب من منطقة الجزاء لم يفلح لاعبوه في العودة من خلاله إلى المباراة، قبل أن يأتي الرد الشبابي سريعاً بعد انفرادة سعيد الدوسري الذي سدد الكرة من داخل منطقة الجزاء الرائدية بعد انفراده بمحمد الخوجلي، قبل أن يبرع الأخير في التصدي لها (35)، وأكمل الشباب، الذي افتقد لخدمات مهاجميه تيغالي وناصر الشمراني للإصابة، بسط سيطرته على مجريات الشوط الذي انتهى بتقدم الضيف بهدف من دون رد. وفي الشوط الثاني، طالب الشبابيون حكم المباراة باحتساب ركلة جزاء بعد سقوط سعيد الدوسري داخل المنطقة (48)، في الوقت الذي فشلت فيه محاولات أصحاب الأرض في تعديل النتيجة، بعد أن تصدى وليد عبدالله لانفرادة فيصل درويش (68)، ليضاعف الشباب النتيجة بواسطة سعيد الدوسري الذي خطف كرة من بين دفاع الرائد الذي فشل في تشتيتها (70)، وعاد اللاعب ذاته بعد دقيقتين ليسجل هدفاً قبل أن يلغيه حكم المباراة بداعي التسلل، وبينما كانت المباراة تتجه لنهايتها، لم ينجح تيغالي الذي زج به المدرب على رغم اشتكائه من الإصابة في مضاعفة النتيجة بعد أن مرة كرته بجانب قائم الرائد الأيمن. الهلال - الاتحاد بدأ مدربا الفريقين بطريقة فنية متشابهة بالاعتماد على أربعة مدافعين وخمسة في منطقة الوسط وبوجود لاعب وحيد في خط المقدمة، غير أن التطبيق والمنهجية اختلفا في أداء الفريقين، ومالت كفة التفوق الميداني للهلال منذ البداية، بعد أن شكل لاعبو منطقة المناورة موازين القوة الهلالية مع فاعلية خطي «الجنب». ونجح الفريق الهلالي في تسجيل هدف السبق عندما حضرت الخبرة وأفرزت تصويبة قوية من مسافة بعيدة، من القائد محمد الشلهوب أسفرت عن هدف رائع في وقت باكر وتحديداً عند الدقيقة (5)، وأسهم هدف التقدم الهلالي في تسارع المحاولات بخاصة الهلالية، إذ سيطر لاعبوه على منطقة الوسط، فارضين أسلوبهم الفني لينوعوا من هجماتهم فتارة عن طريق العمق بالتمرير البيني من خلال تحركات محمد القرني وسلمان الفرج ومحمد الشلهوب وسالم الدوسري، وتارة عبر خطي الظهر ياسر الشهراني وعبدالله الزوري بإرسال الكرات العرضية والطولية. وسنحت فرص هلالية عدة لم ينجح لاعبوه في استثمارها، حيث جاءت أولاها بتصويبة من اللاعب سالم الدوسري مرت بجوار القائم الاتحادي (15)، وكادت أن تسفر فرصة ياسر الشهراني للمهاجم ويسلي عن هدف هلالي ثان، وتلتها فرصة ثمينة للاعب سالم الدوسري إلا أن الحارس الاتحادي نجح في التدخل في الوقت المناسب (19). وأهدر محمد الشلهوب فرصة هدف ثان للهلال بعدما وصلته كرة من سلمان الفرج بالقرب من خط الستة إلا أنه سدد كرة سهلة وصلت بين يدي الحارس الاتحادي (27)، وتمكن الحارس فواز القرني بعدها بدقيقة واحدة من الذود عن مرماه من فرصة مؤكدة للتسجيل إثر رأسية من ويسلي. وانحصر اللعب بعدها في منتصف الملعب من دون فاعلية هجومية حتى احتسب حكم اللقاء خليل جلال ركلة جزاء على خلفية احتكاك المدافع الهلالي أوزيا دي باولا بالمهاجم مختار فلاتة الذي تقدم للجزائية ونجح منها في معادلة الكفة (35). واستهل مدربا الفريقين مجريات الشوط الثاني بتغييرين إذ أشرك الهلال سلطان البيشي بدلاً من عبدالله الزوري ليلعب البيشي في الجهة اليمنى وينتقل الشهراني للجهة المضادة، وزج الاتحاد باللاعب طلال العبسي عوضاً عن عبدالمطلب الطريدي، وأسفرت بدايات الشوط الثاني عن هدفين باكرين أظهرت رغبة الفريقين في إنهاء المهمة من مواجهة الذهاب، وأضاف مختار فلاته الهدف الثاني للاتحاد من كرة أرسلها محمد قاسم الشريمي (46)، ولم يهنأ الاتحاديون بهذا الهدف حيث جاء الرد سريعاً من البرازيلي ويسلي ليعادل النتيجة للهلال من رأسية من تمريرة متقنة من ياسر الشهراني (47). واستمر السجال بين الفريقين معتمدين على الأداء السريع وتضييق المساحات واللعب القوي، وكاد الاتحاد أن يضيف هدفه الثالث من فرصتين متتاليتين غير أن الحارس الهلالي عبدالله السديري سجل حضوراً لافتاً بتصديه لكرتي مختار فلاته وفهد المولد (53) و(54). وفي الدقائق الأخيرة سيطر الاتحاد على مجريات اللعب وتمكن من تسجيل الهدف الثالث عن طريق عبدالرحمن الغامدي (82)، قبل أن يشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء للاعب الهلال سالم الدوسري (85). الفتح - الاتفاق جاءت البداية لمصلحة الفتح، إذ نجح أفراده في فرض سيطرتهم الميدانية، ما مكنهم من تسجيل هدف باكر عن طريق حمدان الحمدان، الذي انبرى لكرة عرضية هيأها لنفسها، قبل أن يسدد بطريقة رائعة في حلق المرمى (5)، وكاد دوريس سالمو أن يضيف هدفاً ثانياً، لولا براعة الحارس فايز السبيعي (15). بعد مضي الربع ساعة الأولى تحسن أداء لاعبي الاتفاق، وحاول يوسف السالم أن يعيد فريقه إلى نقطة البداية عبر تسديدة قوية تصدى لها عبدالله العويشير، قبل أن يرد الفتح بمحاولة جريئة عن طريق دوريس سالمو، لم يكتب لها التوفيق (38)، وكاد مدافع الاتفاق وجدي مبارك أن يسجل هدفاً في مرمى فريقه، إلا أن فايز السبيعي تدخل في الوقت المناسب، وقبل نهاية الحصة الأولى تمكن حمد الحمد من إدراك التعادل لفريقه. وفي الشوط الثاني، اختلف الوضع تماماً، إذ تحسن أداء الفريق الاتفاقي، ونجح لاعبوه في فرض نفوذهم على مساحات المستطيل الأخضر، وتسابق لاعبوه على إهدار الفرص، إذ أضاع حمد الحمد وعلي الزقعان فرصتين مواتيتين، في الوقت الذي اعتمد مدرب الفتح على الهجمات المرتدة التي لم تشكل الخطورة الكافية. الدقائق العشر الأخيرة شهدت اشتداد الصراع بين الطرفين، بعد أن سجل يوسف السالم هدف التقدم للاتفاق (79)، إلا أن الكونغولي دوريس سالمو أدرك التعادل في الدقيقة الأخيرة.