فوجئ عريس وأهله، تقدموا لخطبة فتاة، تنتمي إلى إحدى الأسر «الفقيرة جداًَ»، بقيمة المهر الذي حددها والدها، إذ لم يتجاوز «ريالاً واحداً فقط»، فيما شهدت الأعوام الماضية، تنافساً كبيراً في المهور، حتى إنه تجاوز عند بعض الأسر 70 ألف ريال. ويصل متوسطة في القرية التي يسكنها الأب (شرقي الأحساء)، 30 ألف ريال، إلا أنه لم ينظر لهذه المعدلات، ولم يعطها جزءاً من اهتمامه. وبرر الأب علي حسين، الذي دخل في نقاش طويل مع أهل العريس من جهة، وأقاربه من جهة أخرى، بعد نطقه قيمة المهر، بأنه «نذر لله هذا المهر الذي لا يُذكر»، مضيفاً أن «سعادة ابنتي بحياة كريمة؛ تجعلني أغض الطرف عن أي مبلغ، فابنتي ليست سلعة تُباع وتشترى، والريال ليس قيمتها الحقيقية، بل هو رمز للمهر فقط». وجاء هذا القرار بمباركة وموافقة من العروس، التي أيدت رأي والدها، الذي يعيش الفقر، وكبّده عناء تجهيز ابنته ديوناً تحملها. وقال: «حين يبدأ العروسان حياتهما ببذخ كبير، وديون تضر بهما ليل نهار، بعد أن يستفيقوا من حلاوة يوم العرس، الذي بذلوا فيه الكثير من الأموال، ستبدأ المشكلات بالظهور، وستكون الحياة الزوجية جحيماً، والنتيجة تعاسة الزوجين، لذا كان تفكيري بهذا المهر من باب سعادة ابنتي وزوجها». لم تكن هذه الحال الأولى التي تسجلها محافظة الأحساء في زهادة المهور، وكسر حاجز غلائها، إذ زوج أحد الآباء ابنته بسجادة صلاة. فيما حدد آخر مهر ابنته بأن يقوم الزوج بتعليمها سورة كاملة من القرآن الكريم، على أن تجيدها وتحفظها، وفي حادثة سابقة نشرت «الحياة» تفاصيلها كاملة «قدمت عروسٌ مهرها كاملاً لزوجها في صباح اليوم التالي للزواج، هدية له بعد أن وضعته في صندوق خاص، وهو ما أثار دهشة كل من سمع بحكايتها. وتتراوح مهور القرى في الأحساء بين 20 ألفاً و40 ألف ريال، والمهر الأخير ينحصر على العائلات «الثرية» فقط، من باب تسهيل الزواج، وهو ما يجعلها من أكثر المناطق في المملكة في أعداد المتزوجين، وهي المعروفة بإطلاق فكرة الزواج الجماعي.