جميعنا نعلم بفشل إينشتاين في بداية عمره وإهماله، لكن بعد تمكنه من مجاله وإبداعه فيه لم يُذكر أنه كان مهملاً مع أنه كان ينام 10 ساعات ويتأخر عن عمله واجتماعاته العلمية المخصصة لحل مسائل معقدة.. مع العلم أنه قال إن أحلام نومه ساعدته على حل مسائله. فهل النوم الكثير يعد إهمالاً أم كسلاً أم فشلاً؟ سأجاوب عن هذا السؤال بأمثلة ودراسة واستنتاج أولهم. آديسون عندما اخترع المصباح الكهربائي في عام 1879 قال إنه كان ينام أقل من 5 ساعات يومياً لشغفه وتفكيره بالاكتشاف، ومن الممكن تصديق ذلك لأنه أيضاً كان ينام غفوات متعددة في بقية اليوم. وبعد الاكتشاف وفي أيامه العادية كان يصل نومه إلى درجة أن يستيقظ لوجبة خفيفة ويرجع لإكمال نومه. وهذا ما يسمى بالنوم التعويضي في حال أنك لم تنم جيداً في أيام ستعوضه لاحقاً وهذا ما يحدث في نهاية الأسبوع أو بعد الاختبارات عند الطلبة. (النوم ليس كسلاً). مع العلم أن معدل نوم الناس قل بساعة ونصف عن معدل النوم قبل 100 سنة يعتقد الكثير أن السبب وراء ذلك هو تأثير الضوء على هرمون الميلاتونين الذي يسبب النعاس، إذ إنه يزيد وينقص بكمية الضوء الموجودة. أديسون اخترع الشيء الذي أضاء حياتنا ولكنه أخذ نومنا في المقابل. أيضاً رئيس الولاياتالمتحدة كالفين كوليدج كان ينام 8 ساعات ليلاً و2-3 ساعات ظهراً ويعد أكثر رئيس نام في البيت الأبيض.. (النوم ليس فشلاً).. من الأمثلة السابقة نقول إن تقليل ساعات نومك للعمل ليس إنجازاً وإن تفكيرك في شيء من الأساس هو الإنجاز، الجميع وصل إلى مبتغاه بالهدف مثل مكتشف تركيبة البنزين في حلمه رأى ثعباناً أراه ماهية التركيبة، السبب أن في النوم الدماغ يقوم بترتيب المعلومات المكتسبة خلال اليوم، ما أثبته علم الأعصاب قريباً ودراسة في 2013 أن النوم وعلاقته بالذاكرة والتعلم في جامعة نورث ايستن بأميركا أن الذاكرة تتحفز أكثر إذا تعلقت المعلومة بمكافأة، أو إذا كان يرغب النائم بمعرفة المعلومة أكثر وأن الذاكرة تعاد صياغتها وحفظها وقت النوم. دراسة أخرى في جامعة في دالاس على الموسيقيين تقول إن من تعلم عزف مقطوعة ثم نام كان استرجاعه وسرعته في أدائها أكثر من اليوم الأول. وإذا تمرّن على عزف مقطوعة ثانية يكون استرجاعه للمقطوعة الثانية أكثر من الأولى. من هنا أتأكد أن التعلم ليس بتقليل ساعات النوم «طلب العلا ليس بسهر الليالي بل بالنوم الصحي»، بل بتكثير ساعات التعلم على مر الأيام كما يقول Malcom Gladwell في كتابه Outliers تصبح خبيراً وعالماً بشيء عندما تمارسه وتتعلمه ل 10000 ساعة. الجميع يسهر أيام الاختبارات والدوام والدراسة ويعوضه أيام الإجازة ونهاية الأسبوع، ستحس بطول مدة نهاية الأسبوع إذا كنت ممن يستغلونه من الصباح الباكر وستحس بذلك إذا كان نومك بمعدل 8 ساعات ليلاً يومياً.. الاستنتاجات: - النوم القليل قبل الاختبار حتى تذاكر أكثر له ضرره أكثر من فوائده؛ سيقلل تركيزك وذاكرتك في مقابل سهرك. - النوم القليل في وسط الأسبوع له مضاره بالتأثير في نوم نهاية الأسبوع بزيادته لتعويض النوم الناقص. - تعليمك سيتحسن إذا كان يشغل تفكيرك لدرجة نومك وأنت تفكر فيه. - اعرف عدد الساعات الكافية لنومك وحاول أن تنامها وتستيقظ من دون منبه. - تركيزك وذاكرتك سيتحسنان في حال نومك الصحي.