بعد مرور أسبوع على هطول الأمطار الغزيرة في مختلف مناطق المملكة، وتسبّبها في 20 حالة وفاة، و5 مفقودين في الرياضوالباحة وحائل وغيرها، عاد الهدوء يوم أمس إلى هذه المناطق، فيما واصلت فرق الدفاع المدني متابعتها خصوصاً على مستوى المناطق المتضررة. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أوضحت أن الأمطار التي تشهدها منطقة الرياض والمملكة عموماً منذ مطلع هذا الأسبوع، ستكون متواصلة حتى يوم أمس الخميس وبمعدلات متفاوتة، مشيرة إلى أنها تعكس حالاً من عدم الاستقرار المناخي في المملكة، فيما ذكرت أن أجواء المملكة معرّضة لتقلبات متسارعة حتى منتصف شهر أيار (مايو) الجاري. وأوضح المتحدث باسم الطيران الأمني الرائد بندر الثقيل، أن الإنقاذ الجوي كان حاضراً في عدد من المواقع، خصوصاً التي تعرّضت إلى الأضرار في شكل كبير، لافتاً إلى أن هناك 40 طائرة لدى الطيران الأمني، اُستخدم عدد منها في عمليات الإنقاذ. وقال في حديث مع «الحياة»: «فرق الإنقاذ الجوي كانت حاضرة في عدد من المواقع، منها الرياض وحائل وعسيروبيشةوالطائف وغيرها من المدن والمحافظات، وجميع الفرق تواصل استعدادها خصوصاً في ظل توقّع هطول المزيد من الأمطار على المناطق الشمالية الشرقية، ويعمل ضمن هذه الفرق أفراد على كفاءة عالية وقدرة على التعامل مع مخاطر السيول»، مشيراً إلى أن أبرز المصاعب التي تواجههم تكون في حال سوء الأحوال الجوية. وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان أمس إن «فرق الدفاع المدني باشرت منذ منتصف نهار أول من أمس (الأربعاء) وحتى عصر أمس (الخميس) أكثر من 3823 بلاغاً وإنقاذ 641 شخصاً، وتم إيواء 894 فرداً، فيما بلغ عدد الوفيات حتى الآن 20 شخصاً، 3 أشخاص في الخرج، و3 في الأفلاج، وشخص في الحريق، وشخص في المجمعة، و5 أشخاص في العقيق، وشخصان في الحوية، وشخصان في كلاخ، وشخص في المدينةالمنورة، وشخص في القويعية، وشخص في وادي ترج بمحافظة بيشة، فيما لا يزال البحث جارياً عن مفقود واحد بمنطقة حائل، ومفقود واحد بخميس مشيط، وثلاثة مفقودين في منطقة العقيق». وأكدت المديرية أن «فرق الإنقاذ في منطقة عسير أشرفت على إخلاء أكثر من ست قرى وهجر في محيط وادي تبالة بمحافظة بيشة، هي: تبالة والموردة والمضاويح ومسكة والواسط وأرناح وشديق والثنية والصبيحي، وتم نقلهم إلى ست مدارس، وتأمين الإعاشة اللازمة لهم من اللجنة الفورية في فرع وزارة المالية بمحافظة بيشة، وذلك بعد انهيار جزء من السد الترابي للوادي. كما تمكّنت وحدات الدفاع المدني في محافظة المجاردة بمنطقة عسير من إنقاذ شخصين جرفتهما السيول المنقولة في وادي يبه، إضافة إلى إنقاذ عدد من المواطنين احتجزتهم مياه الأمطار داخل سيارتين غرب هجرة بن عجلب المجاردة». وذكرت أنه تم نقل حالتين مرضيتين من قرية المحالة شرق وادي ترج إلى مستشفى ترج العام، باستخدام إحدى الطائرات العمودية لطيران الأمن، إلى جانب مباشرة حالة «تغريز» مركبات في أودية تبالة وبيشة وترج، وبلغ عدد البلاغات التي تلقاها الدفاع المدني بعسير 2293 بلاغاً، وفي منطقة الحدود الشمالية تمكنت فرق الدفاع المدني مساء أول من أمس الأربعاء من إنقاذ أحد الأشخاص وطفلة بعد أن احتجزت مياه الأمطار سيارته بمنطقة صحراوية جنوب غرب محافظة رفحاء». وأكدت أن أكثر من 10 فرق ووحدات ميدانية للدفاع المدني بمحافظة الطائف باشرت إنقاذ وإخلاء 82 أسرة يبلغ عدد أفرادها 496 شخصاً من المواقع المتضررة بمركز السر وعدد من المراكز الأخرى، باستخدام الطائرات العمودية التابعة للطيران الأمني، بعد أن غمرت مياه الأمطار منازلهم، وتم تسكينهم في عدد من الشقق والوحدات المفروشة، وتأمين كل ما يلزمهم من خدمات الإعاشة والرعاية الصحية. كما واصلت لجان الدفاع المدني الفورية أعمالها في حصر الأضرار وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. كما تلقت عمليات الدفاع المدني بمنطقة الباحة حتى منتصف نهار أمس (الخميس) نحو 800 بلاغ، شملت 53 بلاغاً عن احتجازات داخل المركبات و«تغريز» سيارات، إضافة إلى الحوادث المرورية. من جهتها، أوضحت وزارة المياه والكهرباء أن سد وادي تبالة هو أحد السدود الكبيرة التي تقوم الوزارة حالياً بالعمل على تنفيذها، إذ تزيد سعته التخزينية على 68 مليون متر مكعب، ويزيد ارتفاعه على 49 متراً من منسوب التأسيس. وأكدت في بيان لها أمس أن هطول الأمطار الغزيرة على منطقة عسير ومنها محافظة بيشة أدى إلى امتلاء منطقة الوادي بالمياه، وأثر في الأعمال الجارية في سد تبالة، ومنها جرف السد الموقت الأمامي الذي نفّذ لحماية موقع السد الأساسي لتسهيل أعمال التنفيذ وهو سد ترابي، مشيرة إلى أن السد الخراساني لا يزال تحت الإنشاء وفي بدايته وتحديداً في مرحلة الأساسات.