الثأر له أوجه كثيرة في فضاء المستديرة، ومواجهة بايرن ميونيخ وبرشلونة في دوري أبطال أوروبا حملت في ثناياها أحد تلك الأوجه، ف«البارشا» سبق وأن أقصى «البايرن» برباعية قبل أربعة أعوام، فكان على هاينكيس ورجاله أن يردوا اعتبار الألمان، وحدث ذلك بالفعل، إلا أن كبرياء «بافاريا» كان له كلمة أعلى من الثأر ذاته، فسبعة أهداف جزء منها في «اليانز أرينا» والآخر في «الكامب نو» هي الضريبة. أعاصير روبن وزملائه اجتاحت أعرق الأندية من دون ترك مجال لأحد، فاحترام الخصوم الدرس الذي تكرر مراراً في عالم كرة القدم، هو الوحيد الذي سقط عمداً من منهج بايرن ميونيخ، فحينما يصل إلى ذروة توهجه لا يقف في طريقه أحد، لا حسابات غريم، ولا هيبة منافس محلي، ولا سطوة كبير أوروبي، هكذا جاءت تفاصيل الدروس التي قدمتها «مدرسة البافاري» في المباريات ال15 الأخيرة لبطل ألمانيا، إذ لم يعترف بأي شكل من الأشكال بخصوم أقوياء ويتحدث عنهم التاريخ فسجل خلالها51 هدفاً، بدءً من برشلونة ويوفنتوس أوروبياً، مروراً بدورتموند وشالكة محلياً، وعلى الصعيد ذاته دمر إعصار البايرن كل قواعد هامبورغ الذي مني بأثقل الخسائر بنتيجة تسعة أهداف في مقابل هدفين. أحكام الكبرياء «البافاري» خلفت ضحايا في كل الأماكن، فعاقب كل من يتحداه وأقصى كل من حاول عرقلته، قوة كاسحة التهمت الجميع وكتبت تاريخاً جديداً يضاف لسلسلة أمجاد بايرن ميونيخ.