واشنطن - ا ف ب - توفي السناتور الديموقراطي الاميركي ادوارد «تيد» كينيدي احد كبار وجوه السياسة الاميركية وآخر اعمدة العائلة السياسية الاشهر في الولاياتالمتحدة عن 77 سنة، نتيجة سرطان في الدماغ. واعلنت عائلة كينيدي في بيان امس، ان «ادوارد م. كينيدي الزوج والاب والجد والشقيق والعم الذي كنا نحب ونعز، توفي في وقت متأخر مساء الثلثاء في منزله في هيانيس بورت» في ولاية مساتشوستس (شمال شرقي) التي يمثلها في مجلس الشيوخ. وتابع البيان ان «خسارتنا لا تعوض بفقدان ركيزة عائلتنا ونور كان يضيء حياتنا ويبهجها، لكن ايمانه وتفاؤله ومثابرته ستبقى حية في قلوبنا الى الأبد». واكدت العائلة ان الفقيد «كان يحب بلده وكرس حياته لخدمته»، مشددة على «نضاله الذي لم يعرف الكلل» من اجل العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر. وعلى الإثر توالت ردوود الفعل المعزية بالراحل والمشيدة به، سواء من داخل الولاياتالمتحدة او من خارجها. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الحزن «يفطر قلبه» لوفاة السناتور كينيدي، مشيراً الى ان بوفاته «انتهى فصل مهم في تاريخنا». واضاف اوباما في بيان اصدره من منتجع مارثاز فينيارد (شمال شرقي) حيث يقضي اجازته: « فقدت بلادنا قائداً عظيماً حمل الشعلة من شقيقيه اللذين قتلا واصبح اعظم اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي في عصرنا». كذلك اعرب زعيم الاكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد عن حزنه لفقدان من وصفه ب «بطريركنا»، في حين اكدت نانسي ريغان ارملة الرئيس الراحل المحافظ رونالد ريغان ان زوجها والسناتور كينيدي «تمكنا على الدوام من إيجاد ارضية تفاهم وكان يجمعهما الكثير من الاحترام المتبادل». وفي لندن اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان الحزن على الفقيد سيطاول «كل القارات»، في حين اعتبر نظيره الايرلندي براين كوين ان بلاده «فقدت صديقاً حقيقياً». وكينيدي، الملقب ب «اسد اليسار»، رفع خلال حياته السياسية لواء ملفي الصحة والتعليم وكان يرأس لجنة الصحة في مجلس الشيوخ. وتأتي وفاته في غمرة الجدل الدائر في الولاياتالمتحدة حول اصلاح نظام التأمين الصحي في البلاد. وكان السناتور حاز في نهاية حياته على اعجاب الجميع في كفاحه المستميت ضد مرض السرطان الذي انتصر عليه في النهاية. وقبل اسبوعين فقط في 11 آب (اغسطس) توفيت شقيقته يونيس كينيدي شرايفر عن 88 سنة، وحال مرض السناتور دون حضوره جنازة شقيقته. وكان السناتور الذي انتخب للمرة الاولى في مجلس الشيوخ عام 1962 خضع لعملية جراحية في حزيران (يونيو) لاستئصال ورم في الدماغ تم تشخيصه في ايار (مايو) 2008. ولد «تيد» كينيدي في 22 شباط (فبراير) 1932 في بوسطن (شمال شرقي) وهو الابن الاصغر بين الاولاد التسعة لجوزف وروزا كينيدي. ومثل مساتشوستس في مجلس الشيوخ من دون انقطاع منذ عام 1962 في صفوف الديموقراطيين، شاغلا المقعد الذي شغر بانتخاب شقيقه جون رئيساً. ودرس تيد كينيدي القانون في جامعة هارفرد ومدرسة الحقوق في جامعة فرجينيا. وفي السياسة بقي في ظل شقيقيه الاكبرين حتى اغتيال روبرت في حزيران (يونيو) 1968 خلال حملته الانتخابية، ليصبح «تيد» في ما بعد من كبار وجوه اليسار الاميركي. واشتهر السناتور الراحل بطبعه المحب للحياة وكان رمزاً للثراء والنخبوية، غير ان منتقديه يعتبرون ان الفضائح التي طاولت حياته الشخصية منعته من اعتلاء اعلى المراكز الرسمية في الدولة، اذ لم يرشحه حزبه ابداً لخوض الانتخابات الرئاسية. وتتالت المآسي التي تعرضت لها «اسرته» وابرزها اغتيال شقيقيه الرئيس جون كينيدي في 1963 وروبرت في 1968 الذي كان وزيراً للعدل ومرشحاً للبيت الابيض. وكان شقيق آخر هو الطيار جو، قضى خلال الحرب العالمية الثانية.