من يعرف أكثر من الفلسطينيين المأساة التي يكابدونها يومياً على الحاجز الذي تقيمه قوات الاحتلال الاسرائيلي عند مدخل مدينة رام الله ويفصلها عن القدسالمحتلة، والمعروف باسم «حاجز قلنديا» سيء الصيت. ولا تقف المأساة الفلسطينية عند حدود الفحص الأمني الإسرائيلي المذل والمهين وطوابير المنتظرين الذين عصرتهم الدعامات الحديد المنصوبة على هذا الحاجز، بل تتواصل المأساة حتى الازدحام المروري الهائل وطوابير السيارات التي تتزاحم في طريقها من رام الله إلى بيت لحم او أريحا، اذ يضطر الفلسطينيون الانتظار ساعات طويلة في أزمة سير خانقة نتجت أساساً من وجود الحاجز العسكري الاسرائيلي. وكأن الحاجز الاحتلالي بات قدراً لا يناقشه احد، اذ استسلم الجميع لحقيقة وجوده، حتى الإدارة الأميركية الموصوفة سياسياً براعية عملية السلام، باتت تبحث عن حلول تجميليه « تخفف» من معاناة الفلسطينيين بدلاً من الضغط على قوات الاحتلال لإزالة الحاجز غير الشرعي الذي يفصل شمال الضفة ووسطها عن جنوبها وشمالها، كما يفصلها عن مدينة القدسالمحتلة التي تعترف الإدارة الأميركية، نظرياً على الأقل، بأنها محتلة وتقع ضمن الأراضي المحتلة عام 1967، وبالتالي يعود بعض أحيائها على الأقل الى الفلسطينيين ودولتهم العتيدة. وفي باب الحلول التجميليه، قال موقع «ويلا» العبري امس أن حلاً لمأساة الفلسطينيين ووضعهم المعقد على هذا الحاجز، يلوح في الأفق، اذ شُرع الأسبوع الماضي بشق طريق جديد قد يتضمن نفقاً وجسراً من شأنهما أن يخففا الاختناقات المرورية على الحاجز سيء الصيت، وسيحمل اسم «الشارع الرقم 45»، اذ سيسمح بحركة حرة للفلسطينيين القادمين إلى رام الله من جنوب الضفة، او الخارجين منها باتجاه شمال شرق نحو ما يعرف إسرائيلياً ب «مفترق مستوطنة آدم». وأضاف أن الشارع الجديد قد يكون حلاً مناسباً ليس للفلسطينيين فقط، لكنه سيخدم المستوطنين أيضاً الراغبين بالسفر من شارع التفافي رام الله باتجاه الشارع الرقم 443 وبالعكس، ما سيقلص زمن السفر بالنسبة الى مستوطني «عوفرا» و «بيت ايل» و «شيلو» ومستوطنات أخرى نحو مستوطنة «غفعات زئيف» في القدسالمحتلة. ويعتبر الشارع «45» الجديد الذي تصل كلفته إلى عشرات ملايين الشواكل جزءاً من خطة اكبر وأوسع تنفذها الوكالة الأميركية «يو اس ايد» بهدف تحسين مستوى الشوارع والطرق والبنية التحتية المتعلقة بالمياه في الضفة. لكن بالنسبة الى الشارع 45، لم يتضح حتى الآن ان كان الحديث يدور عن مسربين أو مسارين منفصلين يصل احدهما شارع 443 قرب مستوطنة «عطروت» ويخصص فقط لاستخدام المستوطنين بسبب الأمر العسكري الذي يمنع على الفلسطينيين استخدام الشارع الرقم 443، فيما يصل المسار الثاني إلى رام الله ويخصص بالتالي للفلسطينيين. واختتم الموقع بأن الرئيس باراك اوباما خصص خلال زيارته الأخيرة مبلغ 700 ألف دولار لتحسين البنية التحتية الفلسطينية، مع تركيز أميركي على البنية التحتية المتعلقة بالمياه، مثل حفر أبار ارتوازية شمال الضفة وضخ كميات مياه اكبر من باطن الأرض. وكان وزير الاشغال ماهر غنيم كشف لوكالة «معا» عن مخطط يجري العمل عليه لحل الازمة الخانقة على شارع قلنديا، وأن الوزارة تعمل على إعداد مخطط بالتعاون مع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، مشيراً إلى أن التصور للحل يتمثل في تطوير الشارع وتدعيمه بنفق وجسر لتسهيل حركة المرور.