قاست أم عبدالعزيز وأبناؤها الثمانية، الذين لا يزيد عمر أكبرهم عن 18 عاماً ويبلغ أصغرهم ثلاث سنوات، من الظروف وغدر الأيام والعنف الجسدي والنفسي الذي تسبب فيه الزوج الذي يعاني من انفصام في الشخصية، حتى أنه تسبب لثلاثة من أبنائه بمرض نفسي، وآخران يعانيان من مرض السكر، والزوجة تعاني من السكر والقلب. تقول أم عبدالعزيز ل«الحياة»: «انتهيت من العذاب والقسوة التي عشتها خلال 15 عاماً بالطلاق الذي حصلت عليه بأعجوبة، ولم يكن طلاقي حلاً لأولادي الذين اضطررت لتركهم مدة شهرين مع هذا الوالد المتوحش الذي أذاقهم أنواع العنف والضرب والحرق، حتى تمكنت من أخذهم منه بعد أن تجرعوا المعاناة والعذاب والألم، وأطالب بحضانتهم بعد أن رفع هو قضية ضدي ليتمكن من تعذيبي أكثر، لأن علامات التعذيب الذي استخدمه ضدي وضد أولادي ما زالت محفورة على أجسادنا وفي قلوبنا ولن يستطيع أحد محوها من مخيلتنا وأجسادنا». وتضيف بصوت يكسوه الحزن والخوف على أطفالها: «بعد عذاب دام شهرين تمكنت من أخذ أولادي والعيش في دار الحماية لمدة أربعة أشهر، واضطررت للخروج منها مع أنني لم أتمكن من ترتيب أموري لتعرّض أبنائي للإيذاء من سكان دار الحماية، فخرجت وأقمت لدى أخي الذي ينوي الزواج بعد شهر رمضان، وخلال هذه الفترة أعاني من عدم توفير مأوى لي ولأبنائي لأن أخي يحتاج لترميم شقته وتجهيزها، وأنا الآن مضطرة للتنقل بين بيوت إخوتي الذين لديهم ثمانية وعشرة أبناء، ولا أستطيع الاستمرار على هذا الأمر لأن إخوتي بدأوا يتضايقون لأن بناتهم مضطرات للتغطية على أولادي والعكس، ولا أستطيع العمل لأنني لا أحمل شهادة ولم أكمل دراسة الخامس الابتدائي، وراتب الضمان الاجتماعي 2800 ريال لا يكفي المصاريف الضرورية والأساسية، وعليّ مديونية تصل إلى 45 ألف ريال». ولفتت إلى أن ما يشغل بالها خلال هذا الشهر حاجتها لمضخة للسكر ولم تستطع شراءها، مضيفة أن أحد أبنائها يحتاج لإجراء جراحة في عيونه لأنه يعاني من ضعف شديد، وأجلتها لحين تتمكن من توفير الحاجات الضرورية، «وخلال هذا الشهر الكريم عليّ المحافظة على خمس بنات وثلاثة أولاد وحمايتهم من أفراد المجتمع، لأنني مضطرة أن أفترش الشوارع بعد أن ضاقت الدنيا بنا». وتتمنى أم عبدالعزيز من أهل الخير «أن يرفقوا بحالي وحال أولادي ويساعدونا في إيجاد مأوى وتسديد ديوننا قبل بداية الدراسة حتى يشعر أولادي بالاستقرار، لأنهم انقطعوا سابقاً عن الدراسة، وذلك أثر في نفسياتهم، وليتمكنوا من رسم الابتسامة على شفاههم بعد كل الخوف والرعب والتهديد بالقتل الذي عاشوه على يد والدهم». وتعيش الأم الحزينة وضعاً نفسياً سيئاً، لشعورها بالعجز عن مساعدة أبنائها، داعية الله أن تجد من يمد لها يد المساعدة في إيجاد سكن يؤويهم ويجمعهم.