منع عدد كبير من أولياء الأمور أبناءهم في حيي الكندرة والصحيفة في محافظة جدة من الخروج من منازلهم، حتى لا يتعرضوا لخطر الإصابة بالأمراض المنتشرة، بسبب امتلاء مياه الصرف الصحي داخل هذين الحيين، معبرين عن امتعاضهم الشديد من انتشار تلك المياه الآسنة في حييهم. وأكد أحد سكان حي الكندرة محمد العتيبي أن ما يعانيه أهالي الحي من طفح شبكات الصرف الصحي المتكرر، التي ملأت الشوارع بالمياه القذرة التي تحيط ببيوتهم وتهددهم بالأمراض، اضطرهم إلى منع أطفالهم من الخروج من البيوت، خوفاً على صحتهم، خصوصاً «أننا نسمع يومياً إصابة العشرات بالأمراض التي تخلفها تلك المجاري». وقال «إن خطر هذه المشكلة صحياً وبيئياً على السكان كبير، وهي تهدد بيوتهم بالسقوط وتنخر في أساساتها المتهالكة، ومع ذلك لم يحرك أحد ساكناً لعلاج هذه المشكلة المزمنة والتي لا تكاد تعالج في جزء من هذا الحي حتى تظهر في جزء آخر». من جانبه، طالب أحد سكان حي الصحيفة بدر الزهراني أمانة جدة بالمسارعة في تكليف الجهات المسؤولة عن هذه المشكلة بإصلاح هذا الخلل وعلاج هذا الخطر حمايةً للصحة العامة، وحفاظاً على سلامة السكان. وقال «إنه شيء مؤسف حقاً أن يبقى الوضع بهذه الصورة في قلب جدة وفي أحياء توجد فيها شبكات صرف صحي ومع هذا تغرق شوارعها وأزقتها بمياه المجاري ويظل سكانها يعايشون هذه المعاناة من دون أن تحرك الجهات المعنية عن هذا الخلل ساكناً حتى الآن» وأضاف « نتمنى ترك بيوتنا والهرب بعيداً لولا سوء أوضاعنا المادية الذي أجبرنا على مجاورة هذه المياه التي تملأ الشوارع بالمرض والروائح الكريهة». من جانبه، أكد صاحب أحد المحال التجارية في أحد الشوارع بحي الكندرة محمد السعيد أن هذا الطفح كان له مردود سلبي على «زوار محالنا، ولم يعد مرتادو السوق بتلك الكثرة عما كان عليه والسبب يعود إلى غرق الشوارع بتلك المياه التي تملأ شوارع الحي». مشيراً إلى أن الشوارع باتت ذات سفلتة وأرصفةً مهشمةً لا تستطيع سيارات الزبائن السير عليها من جراء بقاء تلك المياه لفترة طويلة في الشوارع. بدوره، أكد مساعد وكيل أمين جدة للخدمات لشؤون النظافة والبيئة الدكتور عبد الغفار أزهري أن الأمانة أرسلت عدداً من الصهاريج لسحب المياه في هذه المنطقة وقال ل «الحياة» «المشكلة تكمن في وجود طفح في جميع الحي، ولكننا سنحاول أن نحل المشكلة بأي شكل من الأشكال وفي أقرب وقت ممكن».