أيّد أكاديميون تعليميون القرار الأخير الذي أصدرته وزارتا التربية والتعليم والصحة في السعودية، بشأن البدء في العام الدراسي الجديد، انطلاقاً من موعده المحدد مسبقاً بالثالث من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ورفض جدلية التأجيل من عدمها بسبب التخوفات الأخيرة من انتشار وتفشّي مرض أنفلونزا الخنازير بين أوساط الطلاب، بعد فترة شهدت مداً وجزراً راجت من خلالها فكرة تأجيل بدء الدراسة بين الأوساط الاجتماعية في مختلف المناطق السعودية إلى ما بعد نهاية موسم حج هذا العام. وأكد المشرف التعليمي في إدارة التعليم في منطقة مكةالمكرمة محمد الزبيدي أن إقرار بدء السنة الدراسية في موعدها المحدد جاء في مصلحة الطلاب، كون التأجيل لو حدث فإنه سيؤثر حتماً في الطلاب كافة، نظراً لطول فترة الإجازة التي لو أقرت ستمتد إلى خمسة أشهر، وهو ما يعني فقدان الكثير من المعلومات والانفلات الفكري بين عموم الطلاب. وأوضح الزبيدي أن «المرض لم يصل لتلك الدرجة المرعبة أو المخيفة حتى نوقف بسببه الدراسة»، كما أن وزارة الصحة أقرت اتخاذ تدابير احترازية على مستوى عال، ما يحفظ ويؤمن سلامة الطلاب داخل المدارس، مشيراً إلى أن هناك العديد من الأمراض المعدية كأمراض العنقز والرمد لم تتوقف بسببها الدراسة في فترات زمنية سابقة على رغم أنها تنتشر بين أكثر من طالب أثناء أوقات الدراسة. وعن فرضية احتمال تأجيل الدراسة لطلاب منطقة مكةالمكرمة حتى أفول موسم الحج، قال الزبيدي: «من البديهي طرح مثل هذه الفرضيات، خصوصاً أن المنطقة تعاني من ازدحام شديد لقرب موسم الحج ودخول عدد كبير من الحجاج والمعتمرين إليها في هذا الوقت بالذات، لكن التأجيل بالكامل لايعد حلاً وسطاً، لكن المستحسن هو تقديم الإجازة الخاصة بالحج بالنسبة لطلاب مكةالمكرمة، إضافةً إلى تأخير عودة الدراسة بعد الخلوص من موسم الحج، وهو ما اعتبره حلاً جيداً ويخدم مختلف الأغراض التعليمية، كما أنه لايؤثر في سير العملية التعليمية وانسيابيتها. وكانت وزارتا الصحة والتربية والتعليم أكدتا أول من أمس بدء العام الدراسي في موعده، مع اتخاذ إجراءات وقائية لضمان سلامة الطلاب والطالبات من خطر مرض أنفلونزا الخنازير، ووقّع وزيرا القطاعين وثيقة الإجراءات التنفيذية الخاصة بهذا الوباء والتي توضح مسؤوليات كل قطاع، على أن تزود وزارة الصحة وزارة التربية والتعليم بالمواد التدريبية والتوعوية بالوباء، إضافةً إلى تحديد تطبيقات كل وزارة مع بدء العام الدراسي الجديد المزمع إطلاقه يوم السبت ال14 من شهر شوال المقبل، وتوقيع مذكرة تفاهم أخرى حول مجالات الصحة المدرسية. بدوره، أكد رئيس قسم التخطيط المدرسي في تعليم محافظة الليث عاتق الزنبحي أن قرار التأجيل يصب في الصالح العام للطلاب، كما أنه يعمل على سير العملية التعليمية وفق ما هو مخطط لها، مشيراً إلى أن وزارة الصحة كفلت من خلال توقيعها الأخير مذكرة التفاهم حول الإجراءات التنفيذية الخاصة بوباء أنفلونزا الخنازير سلامة الطلاب من طريق اتخاذها التدابير واللقاحات اللازمة لهم أثناء اليوم الدراسي. وقال: «إن وزارة الصحة أثبتت على الدوام نجاعتها وقدرتها على التعامل الأمثل مع مختلف القطاعات المدرسية في جانبي التوعية والإرشاد، ولعل ما يبرز في هذا الشأن تعاملها الفعال مع مرض حمى الضنك وقدرتها على القضاء عليه، خصوصاً بين شرائح الطلاب».