أكد طالب القانون لمرحلة الماجستير في جامعة مانشستر عبدالملك المديفر أن النظام الأكاديمي الغربي يضيِّق من الاقتباس المباشر Quote قدر الإمكان، ولا يستخدمه إلا عند عدم القدرة على إعادة صياغة النص Paraphrase مع الإشارة إلى المصدر، وعلى العكس من ذلك في ثقافتنا المحلية إذ يعد مقبولاً كثرة الاقتباس بشرط ألا يؤثِّر في ظهور بصمة الباحث، بل ولا إشكال في طول النص المُقتبس، ويظهر ذلك في العلوم الإنسانية والشرعية بشكلٍ خاص، ويجد بعض الطلاب السعوديين صعوبة في التعامل مع ذلك، فالمبتعث سيستخدم لغة غير لغته الأم في البحث، وبالتالي فإنه يصعب عليه الإنتاج المكتوب لصعوبة الصياغة بلغة غير لغته، والمخرج المعتاد من مثل هذا هو اللجوء إلى الاقتباس، وهو ما يجعله يقترب من السرقة الأدبية. وأضاف: «لا شك في أن تباين الثقافة الأكاديمية بين بلدنا وبلد الدراسة هو أحد أهم أسباب وجود هذه المشكلة، لكن في رأيي أن ما يزيد المشكلة عمقاً بين الطلاب السعوديين هو ضعف مناهج البحث العلمي في كثير من الجامعات السعودية»، ولفت إلى أن بعض الطلبة يتخرجون من مرحلة البكالوريوس ولم يقدموا بحثاً علمياً واحداً، فكيف ستكون حالهم في الدراسات العليا وبغير لغتهم الأم؟ واعتبر أن علاج المشكلة يكمن في الوعي بتدريس أصول البحث العلمي ومناهجه في جامعاتنا، أو على الأقل قبل سفر المبتعث إلى الجامعات الغربية، ففي دراسة أقيمت بين طلبة دراسات عليا في قسم الهندسة بإحدى الجامعات الأسترالية اتهم 16 طالباً من بين 30 بالسرقة الأديبة، أي أكثر من 50 في المئة من الطلاب، ثم قام قسم الهندسة بوضع برنامج دراسي قبل مرحلة الماجستير لتوعية الطلاب بأصول الأمانة العلمية، واستمرت النسبة في النزول حتى انعدمت هذه الظاهرة تماماً بعد خمسة أعوام من استمرار البرنامج.