«فنون المرأة» هو اسم المعرض الفني الأنثوي الثلاثي الذي افتتحه أخيراً رئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان محسن شعلان في مركز محمود سعيد للمتاحف في الإسكندرية، وهو يجمع بين ثلاث سيدات من مراحل عمرية مختلفة يعملن في تدريس الفن في أكاديميات فنية مصرية. الدكتورة مريم عبدالعليم عرضت بالأبيض والأسود جماليات فن الغرافيك. تحاورها لوحات الدكتورة زينب الدمرداش والتي جسدت فيها مشاعر المرأة الشرقية وتفاعلها مع البيئة المحيطة. وتختتم الثلاثية التشكيلية في أعمال هدى أنور التي مزجت فيها النحت بالخط العربي في تداخل إبداعي يثري جماليات الحروف ويظهر عمق منحنيات التشكيل. تقول مؤسسة قسم التربية الفنية في كلية البنات في السعودية والأستاذ المتفرغ في كلية الفنون الجميلة الدكتورة مريم عبدالعليم ل «الحياة»: «هذا المعرض يعد مفاجأة للكثيرين فهو جمع عدداً من أعمالي منذ 60 سنة، إذ كان الغرافيك فناً شديد الحداثة في أميركا ولم يكن معروفاً في العالم العربي، وكان القالب المحفور المطبوع شيئاً غريباً. وأعمالي في هذا المعرض تعتبر تأريخاً لبدايات هذا الفن...». وتستنكر مريم فقدان كثير من الفنانين هويتهم العربية في ظل العولمة التي نحياها، «فعندما تدخل معرضاً لا تعرف هوية الفنان ولا اتجاهه الفني، بل تجد أعمالاً لا غربية ولا شرقية بل خليطاً لا نكهة له في تقليد أعمى للغرب». وتعتمد لوحات الدمرداش (ممثلة جيل الوسط) على خامات جديدة ومستحدثة في فن الغرافيك، وهي خامات صديقة للبيئة غير سامة. ويعتبر هذا اتجاهاً عالمياً جديداً، إذ بدأ العالم يبتعد عن السموم والمواد الضارة بالبيئة ولصحة الإنسان. تقول الدمرداش: «أحاول أن أطوّع الخامات المحلية لكي تعطي تأثيرات الألوان الصديقة للبيئة والتي تتناسب مع المفاهيم العالمية الصديقة للبيئة. فأستخدم تأثيرات الألوان من أوراق لها طبيعة خاصة كمؤثر بصري مختلف عن اللون، ولكن متكيف بتجانس مع العمل الفني». وأوضحت أنها تعد للمعرض منذ خمس سنوات، وتأثرت بكثير من الأحداث العربية والعالمية التي انعكست في لوحاتها مروراً بحرب العراق وأحداث 11 أيلول (سبتمبر)، بينما عبرت أنور (جيل الشباب) عن الأبعاد الجمالية لتداول مفردات الكتابة العربية وتحويلها إلى هيئات ذات دلالة تشكيلية بأسلوب النحت البارز والمجسم من خلال علاقات جمالية متداخلة تتنوع فيها الخامات المستحدثة بين الشفافية التي تثير أحاسيس المتلقي، فتعطي نوعاً من الروحانية والطقوس بما يتناسب مع العبارات المكتوبة، ما أوحى بالقدم والأصالة والتراث. تقول أنور: «حاولت إدخال عنصر الإضاءة في الخلفية لإضفاء مزيد من المشاعر على العمل الفني».