أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن وجود القوات الإيرانية في سورية «احتلال صريح»، وأنه إذا أرادت أن تكون جزءاً من الحل «عليها سحب قواتها فوراً»، مشدداً على أن الرئيس بشار الأسد «فاقد الشرعية ولا يمكن الوثوق فيه ولا يمكن أن يكون جزءاً من الحل». (للمزيد) وقال الفيصل في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في جدة أمس: «القوات الإيرانية قوات محتلة في سورية، فهي دولة خارجية على الصراع السوري، وهي جزء من المشكلة وليس من الحل، ويسري ذلك على ما يحدث من تدخل أيضاً في اليمن والعراق وأماكن أخرى، ومتى أرادت إيران أن تكون جزءاً من الحل، عليها أن تسحب قواتها من سورية فوراً». وأضاف أن «ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتلهم وتشريدهم، بل ساهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب، الذي وجد ملاذاً آمناً يعبث في أراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره»، مضيفاً: «نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سورية وفق ما نص عليه إعلان «جنيف». كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به، وأنه لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل باعتباره فاقد للشرعية». وكانت القيادة المركزية للجيش الأميركي قالت إن مقاتلات الولاياتالمتحدة والسعودية وجهت ثماني ضربات جوية يومي الأحد والإثنين إلى أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بينها سبع قرب عين العرب. وبعد ظهر أمس، انفجرت سيارة مفخخة يقودها عنصر من «داعش» شمال المدينة، قبل أن يفجر عنصر آخر نفسه بعربة مفخخة غرب «المربع الأمني» في القسم الشرقي من المدينة بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة مع وحدات حماية الشعب الكردي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وإذا كان مقاتلو «وحدات حماية الشعب» نجحوا في كسب بضعة أمتار على الأرض بعد هجمات مضادة خلال الساعات الماضية، فالواقع أن التنظيم المعروف باسم «داعش» لا يزال يسيطر على مساحة تقارب الأربعين في المئة من المدينة الصغيرة المحاصرة من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة مقفلة معبرها الحدودي على الأسلحة والمتطوعين الأكراد الراغبين بدخول عين العرب والقتال. وتخلل المعارك قبل الظهر سقوط قذيفتين أطلقهما تنظيم «الدولة الإسلامية» على منطقة المعبر الحدودي مع تركيا. وقال «المرصد» إن «حرس الحدود التركي وجّه إنذاراً إلى وحدات حماية الشعب للانسحاب من منطقة المعبر التي يستميت تنظيم «الدولة الإسلامية» للسيطرة عليها». وشارك نواب أتراك لاجئين أكراداً إضراباً عن الطعام بعد توقيف السلطات التركية عدداً منهم. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال إن بلاده قلقة للغاية مما وصفه «بالمأساة» في مدينة عين العرب. لكنه قال: «كوباني منطقة واحدة، وما يحدث هناك مأساة، ونحن لا نقلل من ذلك لكننا قلنا من اليوم الأول إن الأمر سيستغرق وقتاً لتجميع التحالف بشكل كامل». في أنقرة، قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي إن تركيا لم تتوصل إلى اتفاق جديد يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة «أنجرليك»، وإن المحادثات بهذا الشأن لا تزال جارية. وأضافت تركيا أنها توصلت الى اتفاق مع الولاياتالمتحدة في شأن تدريب المعارضة السورية، من دون أن تذكر من سيدرب مقاتلي المعارضة وأين. وكان لافتاً أن مقاتلي «الجيش الحر» و «وحدات حماية الشعب» الكردي قاتلوا في خندق واحد ضد القوات النظامية في حلب شمالاً، في وقت تمكن الثوار «من استعادة السيطرة على نقاط استراتيجية داخل قرية حندرات شمال حلب، بعد معارك ضارية مع قوات النظام والميليشيات الشيعية المساندة»، وفق «مركز حلب الإعلامي».