عاد مجدداً مسلسل «طاش ما طاش» المحلي، مفجّراً «قضية اجتماعية حساسة»، مختاراً هذه المرة التحديات التي تواجه تطوير التعليم في السعودية، اذ شكّل بطل الحلقة الممثل ناصر القصبي، الرجل الساعي إلى تطوير التعليم والنشاط الطلابي وتنمية المشاعر الوطنية، غير أنه يصطدم بحاجز منيع يتمثل في «تيار ديني متحفظ»، يقف حجر عثرة في طريق التطوير، فيما ربط البعض بين مشروع الملك عبدالله (تطوير)، الذي أطلق قبل أربعة أعوام وبين الحلقة. المسلسل المحلي الشهير الذي انطلق قبل 17 عاماً، وتوقف مرة واحدة السنة الماضية، بدأ أول حلقتين بما يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة، غير أن حلقة امس انتهت بطرد الوزير لمجموعة من «المتشددين الدينيين»، الذين طالبوا بعدم المساس بكل المناهج الدينية الحالية، ودعا وكيله «القصبي» الساعي للتطوير إلى تمزيق استقالته، والمضي في منهجية «التطوير». كاتب نص الحلقة الكاتب السعودي يحيى الأمير أوضح ل«الحياة»، أنه حرص في الحلقة على طرح محاور عدة، من ضمنها تطوير المناهج والنشاط الطلابي، وحسن اختيار المعلم الملائم، موضحاً أنه اختار طرح رأيه وفكرته عبر الدراما، لما لها من تأثير فكري وثقافي، «وكانت في الحلقة لجنة مشكّلة من ثلاثة أشخاص يظهرون بسمات دينية، ولا يقبلون المعلمين الذين لا يتوافقون وأفكارهم». وعمدت حلقة «تطوير» إلى توضيح صورة من يقف في وجه تطوير المناهج، من خلال إبراز مسؤولين في معظم الإدارات المسؤولة عن التربية والتعليم، يظهرون بأنهم الرجال الحماة للدين، أحدهم قال: «تصرفوا في كتب الأحياء والفيزياء وكل المواد العلمية، ومزقوها إن أردتم، ولكن لا تقربوا المواد الدينية». وفي مشاهد أخرى حملت طرافة و«مرارة» في الوقت ذاته حين الاحتفالات ب«اليوم الوطني»، وعدم استعداد بعض المدارس لذلك اليوم، بل وصل الأمر إلى إقامة محاضرات عن «المنكرات التي تقع في اليوم الوطني» في إحدى المدارس. الطروحات الإعلامية والنقاشات الأكاديمية والثقافية في ما يخص تطوير التعليم في السعودية، بدأت تتخذ مسار الجرأة والشفافية في السنوات الأخيرة، اذ أصبحت وسائل الإعلام المقروءة تناقش ب«جرأة» تحديات تطوير التعليم، كما أنه صدر كتاب لرئيس جامعة اليمامة الدكتور أحمد العيسى، شخّص فيه كثيراً من عوائق التعليم، التي تم طرح جزء منها في شكل درامي عبر حلقة اليوم، بينما العيسى سلك منهجاً فكرياً وعلمياً، بل إن الطلاب والمعلمين والمسؤولين عن التعليم ذاتهم تناولوا منذ أعوام عدة، أهمية «تغيير شكل التعليم من جميع الجهات». وعلى رغم أن الطلاب والطالبات السعوديين يتمتعون بإجازة صيفية، إلا أن حلقة امس ألهبت مشاعر الكثيرين لمناقشة ما يحدث في التعليم السعودي حالياً والتطلعات المستقبلية، متسائلين عن كيفية مجابهة عوائق التطوير، وهل سيكون الحل بإقصاء تلك العقليات من سلك التعليم كما انتهت عليه الحلقة؟