في حادثين أعادا إلى الأذهان هجمات بكتيريا الجمرة الخبيثة، والتي تلت اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، أعلن الجهاز السري للبيت الأبيض، بعد يومين على هجوم بوسطن الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص وجرح حوالى 180، ضبط رسالة تحتوي «مادة مشبوهة» موجهة إلى الرئيس باراك أوباما. وأعلن في وقت لاحق أن المادة هي سم «الريسين». كما عثرت شرطة الكونغرس على رسالة تحتوي المسحوق ذاته موجهة إلى سناتور ميسيسيبي الجمهوري روجر ويكر، ما حتم إغلاق مبنيي راسل وهارث التابعين لمجلس الشيوخ للتدقيق في طرد ومغلفات. في موازاة ذلك، نقلت محطة «سي.إن.إن» وصحيفة «بوسطن غلوب» عن مصادر لم تحدداها إن محققين في تفجيري ماراتون بوسطن يعتقدون بأنهم تعرفوا على مشتبه به من تسجيلات كاميرا أمنية قبل الحادث تظهر رجلا يترك كيسا في شارع وقع فيه أحد التفجيرين ويبتعد. وتردد لاحقاً أن رجال الأمن قبضوا عليه. وعلى رغم إعلان مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) عدم صلة الرسالتين باعتداء بوسطن الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، كان لافتاً اطلاع تيرانس غينز، الضابط المسؤول عن أمن مجلس الشيوخ، اعضاء في المجلس على واقعة «الريسين» خلال اجتماع عقدوه لبحث هجوم بوسطن، وحضره أيضاً روبرت مولر، مدير «أف بي آي»، وجانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي. وقال السناتور الجمهوري من أريزونا، جيف فليك: «واضح أن الأمر مقلق، فهو لا يتعلق بالأعضاء فقط، كونهم يتلقون نادراً رسائل قبل أن تمر بمجموعة من العاملين. لذا نرغب في معرفة تفاصيل إضافية». جاء ذلك، قبل ساعات من تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون لتشديد مراقبة بيع الأسلحة الفردية، والذي أيّده النائب ويكر و15 نائباً آخرين من الحزب الجمهوري الأسبوع الماضي، ما أغضب بحسب مركز «سايت» لمراقبة المواقع الإسلامية، ميليشيات اليمين المتطرف وأنصار تفوق البيض في الولاياتالمتحدة. وأشار «سايت» إلى تعليقات نشرت على الإنترنت وصفت أعضاء مجلس الشيوخ الذين أيدوا التصويت على قانون تشديد مراقبة حيازة الأسلحة بأنهم «خونة وأكياس قمامة، وشيوعيون ليبراليون قذرون مناهضون للبيض وللأميركيين»، معتبرة أنهم «يستحقون الشنق لتحذير جميع الخونة». وأعلن «أف بي آي» أن العبوتين اللتين استخدمتا في هجوم بوسطن من صنع يدوي، لجأ إلى حشوهما بمسامير وقطع حديد، ووضعتا في طنجرتي ضغط، وهي تقنية يعتمدها «جهاديون» منذ التسعينات من القرن العشرين. وأفاد مركز «سايت» بأن أنصار تفوّق العرق الأبيض الأميركيين أوصوا أنصارهم عام 2010 باستلهام مقال نشرته بالإنكليزية مجلة تابعة ل «القاعدة في شبه جزيرة العرب» عن كيفية صنع عبوة من طنجرة ضغط وقطع معدنية. وأكد «أف بي آي» أن لائحة المشبوهين المحتملين لا تزال «واسعة جداً»، مشيراً إلى أنه ما زال يجهل هل نفذ الهجوم شخص أو أكثر، وإذا كان داخلياً أم خارجياً.