لا تقتصر المكاسب الفتحاوية على تحقيق منجز استثنائي للنادي، بل إن ظهور وجوه شابة تتمتع بموهبة كروية عالية، كان من أهم المكتسبات التي حققها «النموذجي»، ومن تلك الوجوه صانع الألعاب «الأنيق» حسين المقهوي الذي شكل ثنائياً متناغماً مع البرازيلي إلتون جوزية. ولا يختلف اثنان على الأداء العالي الذي يقدمه المقهوي، بعد أن لعب دوراً كبيراً في تتويج فريقه ببطولة الدوري، ويرى النقاد والمتابعون أن المقهوي من أحد أهم العناصر في تشكيلة فتحي الجبال، فعلى رغم صغر سنه، إلا أنه حجز مقعداً أساسياً في خريطة الفريق، بعد أن ضمه النادي من فريق العدالة قبل 3 مواسم، قضى ثلثها حبيساً لدكة البدلاء، قبل أن يثق الجبال بقدراته، ويمنحه الفرصة الكاملة، ولم يخيب اللاعب ظنون مدربه التونسي، وكان أداؤه في الميدان يتحدث عن موهبة فريدة، ما جعل أعين مدربي المنتخب السعودي تتجه إليه، إذ تمت الاستعانة به في بادئ الأمر، ليمثل المنتخب الرديف الذي شارك في البطولة العربية، ويبدو أن طموح المقهوي كان عالياً مجتازاً سقف المنتخب الرديف، مواصلاً تألقه ومستوياته اللافتة مع ناديه ملياً، حتى حظي بفرصة تمثيل «الأخضر» على صعيد المنتخب الأول، عندما استدعاه المدرب الإسباني لوزبيز كارو، لينضم إلى قائمة المدافعين عن ألوان المنتخب في مباريات التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2015. موهبة المقهوي أكدت خصوبة أرض الأحساء ومقدرتها على إنجاب لاعبين تركوا بصمات واضحة على مستوى الكرة المحلية، فبعد تألق تيسير الجاسم، وبروز صاحب العبدالله، ونجاح ياسر المسيلم، وتميز مشعل السعيد، وإبداع محمد أبوسبعان، وبزوغ نجم محمد السهلاوي، وارتفاع أسهم يوسف السالم، ومن قبلهم يسري الباشا ومسفر الجاسم وعلي الفهيد ومحمد، فإن المقهوي يظهر اليوم، ليصادق على أن الإحساء أحد أهم المناطق التي تمول الكرة السعودية بالمواهب. الجماهير الفتحاوية باتت تطالب منذ تألق نجم فريقها بتمديد عقده قبل أن ترصد «أندية الملايين» مبالغها الضخمة، وإغراء اللاعب من أجل كسب خدماته، خصوصاً بعد أن طار بلقب «دوري زين» مع فريقه الفتح.