تشهد دبي ورشة عمل إعلامية، خصوصاً مع اعتماد هيكل تنظيمي للمكتب الاعلامي للامارة. «استطعنا في الإمارات، وفي دبي تحديداً، أن نبرز الكافاءات الإعلامية في صورة صحيحة، مع تحقيق نجاح لافت في العلاقات الإعلامية، وفي التسويق»، تقول منى غانم المرّي التي تقود حالياً خلية الإعلام المركزية في الإمارة. تنهمك المري في عقد اجتماعات عمل طوال اليوم. وبين اجتماع وآخر، تقول: «ثمة مسؤولية كبرى علينا تحمّلها بجدية واجتهاد. فالإعلام مسألة بالغة الأهمية والخطورة. إنه مرآة الواقع. ومتى كانت المرآة نظيفة وصافية، كانت الصورة واضحة وجلية». وهي عُينت أخيراً في منصب المدير العام للمكتب الإعلامي الذي اعتُمد هيكله التنظيمي قبل أيام. ويشمل الهيكل تعزيز طاقم العمل بمجموعة من الاعلاميين الإماراتيين الشباب ليعملوا على إطلاق مرحلة تطويرية جديدة يمارس المكتب الإعلامي من خلالها، الدور المناط به لجهة تعزيز روابط التعاون والتواصل بين دوائر حكومة دبي ومؤسساتها وبين مجتمع الإعلام المحلي والعربي والدولي. «أبوابنا مفتوحة لكل الصحافيين، عرباً وأجانب»، تقول المرّي، مؤكدة أن المهمة الأساس لمكتب الإعلام هي خدمة الإعلاميين، إلى أي وسيلة إعلامية انتموا محلياً وعالمياً، وذلك عن طريق تسهيل عملية التواصل بينهم وبين المسؤولين في الدولة وتسريعها. وهي ترى أن الأمر أشبه ب»خدمة العملاء» في أي شركة. لكن هل يعني ذلك أن «المكتب الإعلامي لحكومة دبي» سيلعب دور المروّج الرسمي للإمارة؟ تجيب المرّي: «دبي لا تحتاج إلى ترويج. إنها ترّوج نفسها بنفسها، وأصبحت نموذجاً راقياً في الوطن العربي. ونحن مؤهلون لأن نكون في المرتبة الأولى في أكثر من مجال، ليس محلياً أو عربياً بل عالمياً أيضاً... نريد أن ينظر الغرب إلينا على أننا ناجحون واستطعنا بإرادتنا وتنظيمنا واجتهادنا أن ننحت لؤلؤة ناصعة في الخليج العربي. وهنا تكمن مهمتنا». وفي سياق مهمة المكتب الإعلامي، ثمة سؤال: هل تشمل مهماته فرض رقابة على عمل الإعلاميين العاملين في الإمارة، أو الوافدين إليها؟ تجيب المرّي: «كلمة الرقابة على المؤسسات الإعلامية غير موجودة في قاموسنا أصلاً. ويكفي القول أن الإمارات كانت من أوائل الدول العربية التي ألغت وزارة الإعلام من حكومتها، لتكتفي بمجلس وطني للإعلام. وهذا دليل على أن عقلية الرقيب ملغاة من تفكيرنا أصلاً. ففي زمن الإعلام الجديد، وشبكات التواصل الاجتماعي والتدفق الحرّ للمعلومات، لم يعد هناك جدوى لمقص الرقيب، أو للرقيب ذاته». يعمل «المكتب الإعلامي لحكومة دبي»، بتشكيله الإداري الجديد، على تحقيق الأهداف المكلف بها، «عبر فتح المجال أمام العاملين للإبداع والمشاركة بآرائهم وأفكارهم في تطوير الأداء انطلاقاً من وعي كامل لمسؤولية المكتب في توسيع أفق التعاون بين أجهزة الحكومة المحلية ومختلف وسائل الإعلام». يذكر أن المرّي، ساهمت في إطلاق مهرجان دبي الأول للتسوق عام 1997، لتتسلم في العام التالي إدارة مشروع «مفاجآت صيف دبي»، قبل أن تطلق في عام 1999 «نادي دبي للصحافة»، الذي قادت من خلاله إطلاق اثنين من المشاريع الإعلامية على مستوى المنطقة، وهما «جائزة الصحافة العربية» و«منتدى الإعلام العربي». وهي تعترف بأنها من «المحظوظات في قطاع الإعلام» الذي يحظى بنسبة متدنية جداً من دخول المرأة الإماراتية فيه. وهي أثبتت نجاحاً فيه، على رغم أنها لم تدرس هذا الاختصاص في الجامعة، إذ تخرجت عام 1996 في المعاهد العليا للتكنولوجيا، كلية إدارة الأعمال. تقول: «هويتي الخليجية ساعدتني على التفوق، ووضعتني في موقف تحدّ للمستقبل. ولعل ثقة قيادتنا بنا، وإيمانها بالطاقات الشبابية... جعلاني أخوض التحدي حتى النهاية».