أكدت شرطة المنطقة الشرقية أنها سجلت ثماني قضايا تعد لزوجات على أزواجهن، خلال الأعوام الخمسة الماضية على مستوى المنطقة. واعتبر المتحدث باسمها المقدم زياد الرقيطي، ورود بلاغات عن تعدي الزوجة على الزوج، بالإيذاء «أمراً ممكناً». إلا أنه قال في تصريح إلى «الحياة»: «هذه الحالات نادرة، إذا ما تمت مقارنتها بقضايا الاعتداءات الأخرى». وأضاف أنه «من خلال استعراض هذا النوع من القضايا خلال الأعوام الخمسة السابقة، نجد أنها لم تتجاوز 8 قضايا في جميع محافظات المنطقة». وفصّل المتحدث باسم شرطة الشرقية أنواع تلك الاعتداءات، لافتاً إلى أنها «تتنوع بين الاعتداء بالضرب، أو بواسطة آلة حادة، أو الطعن بسكين، أو حتى الاعتداء اللفظي». واستدرك: «يظل هذا النوع من القضايا محدوداً ونادراً في ظل حرص واحترام الزوجة لزوجها، كما يتميز به مجتمعنا عامة». وعزا أهم دوافع هذا النوع من الاعتداءات إلى «الغضب إثر موقف ما، أو بدافع الانتقام، وربما لأسباب نفسية، فالأسباب تختلف وتتباين بين حال وأخرى». وتزايد الحديث إعلامياً خلال الأعوام القليلة الماضية عن العنف الأسري خصوصاً الموجّه إلى الزوجة. إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود حالات اعتداء ضد الزوج. إذ إن «كبرياء الرجل» يجعله خجلاً من الاعتراف بأن امرأة ضربته، ويحول من دون تسليط الضوء على هذه الظاهرة. وتروي نادرة محمد، قصة كانت شاهدة على بعض فصولها، وكان ضحيتها زوج جارتها. وتقول: «استيقظت ذات يوم على استغاثة زوج جارتنا صباحاً، إذ من المفترض أن يتأثر السامع بهزة دموع المرأة من تعنيف زوجها لها، لكنني سمعت زوج صباح يصرخ: «كفى وإلا سأترك لها الجمل بما حمل»! وأضافت نادرة: «ذات يوم تدخل والدي، وهرع مسرعاً إلى بيتهما، لتهدئة الأوضاع بينهما، ففي تلك الليلة تأثرنا كثيراً، لوضع زوج صباح، الذي كان يعاني من صراخ زوجته، التي كانت كثيراً ما تحطم ديكور منزلهما، بسبب أي موقفٍ يغضبها»، واستطردت: «تلك كانت تجربة صعبة عاينتها بنفسي. لكنني من بعد صباح لم أسمع قصة مثلها، حتى أصبحت مثار سخرية أهل القرية، وقصة يتداولها الصغار والكبار». ويرى اختصاصيون اجتماعيون أن هناك «عُنفاً يقع على الرجل من المرأة، إلا أن أشكاله مختلفة عن العُنف المُمارس على المرأة. فالعنف الذي تمارسه المرأة ضد الرجل لا يتعدى كونه عنفاً نفسياً، فيما تتعمد بعض النساء الإملاء على الرجل بطلبات تثقل كاهله وترهقه، فيظل يكدح رغبة في تلبية طلبات الزوجة. إضافة إلى أن بعض النساء لا يمدحن الزوج أمام أحد، بل يتعمدن إهانته وجرحه واتهامه بالتقصير مهما فعل، وتبرر بعض الزوجات ذلك بمنع الحسد». فيما يشير معالج أسري يتعاون مع جمعيات خيرية في مدينة الدمام، وترد إليه حالات أسرية، إلى عنف آخر يُمارس على الزوج من زوجته، وهو «منعه من حقوقه الشرعية». ويقول: «يلتزم الأزواج الصمت حيال العنف الذي يتعرضون له، لأن كبرياء الرجل يمنعه من الحديث وطرح مشكلاته حين يكون هو الطرف المُعنف»، مضيفاً: «تلقيت عدداً من الاتصالات من أزواج يُمارَس عليهم العنف إلا أن البعض يمتنع عن ذكر اسمه، حفاظاً على الوضع الاجتماعي، ولكونه في النهاية رجلاً، ومن العيب، بحسب ثقافة المجتمع، أن يشكو ما يعانيه من زوجته».