جنّبت قرعة الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي سحبت الجمعة في مقر الاتحاد الأوروبي في نيون السويسرية، مواجهة فريقين من دولة واحدة، إذ أسفرت عن لقاء بايرن ميونيخ الألماني مع برشلونة الإسباني، وبوروسيا دورتموند الألماني مع ريال مدريد الإسباني. وكانت القرعة مفتوحة في نصف النهائي الذي سيقام ذهابه في 23 و24 الجاري وإيابه في 30 منه و1 أيار (مايو) المقبل. وهذه المرة الأولى في تاريخ المسابقة يبلغ فيها فريقان من دولة واحدة وفريقان آخران من دولة ثانية دور الأربعة. في المواجهة البافارية- الكاتالونية، دأب الفريقان على بلوغ المباراة النهائية في السنوات الأخيرة حيث خاض البافاري مباراة القمة مرتين عام 2010 وخسر أمام إنتر ميلان الإيطالي صفر-2، وعام 2012 أمام تشلسي الإنكليزي بركلات الترجيح. أما برشلونة، فخاض النهائي ثلاث مرات في السنوات السبع الماضية وفاز بها كلها على آرسنال 2-1 عام 2006، وعلى مانشستر يونايتد 2-صفر عام 2009، وعلى مانشستر مجدداً عام 2011 بنتيجة 3-1. ويسعى بايرن إلى احراز ثلاثية نادرة هذا الموسم بعد أن حسم الدوري المحلي وبلغ نصف نهائي كأس ألمانيا ونصف نهائي دوري الأبطال. أما برشلونة الذي يعاني من مشاكل دفاعية فيتعين عليه رفع مستواه إذا أراد تخطي الفريق البافاري القوي في خطوطه كلها وأن يكون نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي في كامل لياقته البدنية بعد أن أظهر فريقه، أقله في الدور الماضي، أنه في حاجة ماسة إلى موهبته. في المقابل، يسعى مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو إلى كسر النحس الذي لازمه في هذا الدور في الموسمين الماضيين بخسارة فريقه أمام برشلونة وبايرن ميونيخ على التوالي، وإذا نجح في ذلك، سيخطو خطوة كبيرة نحو تحقيق هدفه المتمثل بأن يصبح اول مدرب يحرز اللقب القاري مع ثلاثة أندية مختلفة بعد أن توّج مع بورتو عام 2004 وإنتر ميلان عام 2010. ويتقاسم مورينيو الرقم القياسي باحراز اللقب مع فريقين مختلفين مع النمسوي إرنست هابل (أحرز اللقب مع فيينورد الهولندي وهامبورغ الألماني)، وأوتمار هيستفيلد (مع دورتموند وبايرن ميونيخ). يذكر أن دورتموند هو الوحيد بين الفرق التي بلغت المربع الذهبي الذي لم يخسر حتى الآن في هذه المسابقة، في حين منيت الأطراف الثلاثة الأخرى بهزميتين في طريقها إلى هذا الدور. ويعوّل دورتموند على ترسانة هجومية رائعة يقودها صانع الألعاب الشاب ماريو غوتسه والمهاجم ماركو رويس إضافة إلى العملاق البولندي روبرت ليفاندوفسكي، علماً أن الفريق الألماني أحرز اللقب على حساب يوفنتوس عام 1997 ويبلغ هذا الدور للمرة الأولى منذ 1998. وتقام المباراة النهائية في 25 أيارعلى ملعب ويمبلي في لندن. "يوروبا ليغ" وفي نصف نهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، إصطدمت آمال تشلسي الإنكليزي بتعويض تنازله عن لقب بطل دوري أبطال أوروبا وخيبته بمواصلة المشوار القاري بطموح بال السويسري، وذلك بعدما أوقعتهما قرعة دور الأربعة في مواجهة بعضهما بعضاً. ويبحث تشلسي الذي خرج من الدور الأول لمسابقة دوري الأبطال التي توج بلقبها الموسم الماضي للمرة الأولى في تاريخه، عن أن يصبح رابع فريق فقط يتوّج بالألقاب الأوروبية الثلاثة بعد يوفنتوس الإيطالي وأياكس أمستردام الهولندي وبايرن ميونيخ. لكن على الفريق اللندني الذي أحرز كأس الكؤوس الأوروبية عامي 1971 و1998 إضافة إلى دوري الأبطال العام الماضي، الحذر من بال الذي يخوض غمار دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه بعدما أطاح الخميس بالفريق اللندني الآخر توتنهام بالفوز عليه بركلات الترجيح 4-1 بعد تعادلهما 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي، وهي نتيجة لقاء الذهاب أيضاً في "وايت هارت لاين"". كما أن بال أطاح بفريق إنكليزي آخر الموسم الماضي هو العملاق مانشستر يونايتد الذي خرج من الدور الأول بخسارته أمام الفريق السويسري 1-2 في الجولة الأخيرة. أما تشلسي، فتأهل إلى دور الاربعة رغم خسارته أمام مضيفه روبن كازان الروسي 2-3 إياباً وذلك لفوزه ذهاباً 3-1، ويأمل الفريق اللندني الذي يشرف عليه الإسباني رافايل بينيتيز الفائز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي مع فالنسيا عام 2004، أن يحقق نتيجة أفضل من تلك التي حققها في مواجهته السابقة مع منافس سويسري وكانت ضد سانت غالن في الدور الأول من كأس الاتحاد الأوروبي لموسم 2000-2001 حين تعادل معه 1-1 في "ستامفورد بريدج" قبل أن يخسر إياباً صفر-2 في زيوريخ. وسيحظى تشلسي بأفضلية خوض لقاء الإياب على ملعبه في 2 أيار، وذلك بعد أن يحل ضيفاً على الفريق السويسري في "سان جايكوب بارك" في 25 الجاري. وستكون هذه المواجهة الأولى بين الفريقين على الإطلاق. أما المواجهة الثانية في دور الاربعة فستجمع بنفيكا البرتغالي، بطل كأس الأندية الاوروبية البطلة مرتين عامي 1961 و1962 والذي تأهل إلى هذا الدور للمرة الثانية في المواسم الثلاثة الأخيرة على حساب نيوكاسل الإنكليزي (1-1 إياباً و3-1 ذهاباً)، بفنربغشه التركي الذي وصل إلى هذه المرحلة للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته القارية، بعد أن تخلّص في ربع النهائي من لاتسيو الإيطالي بالتعادل معه في روما 1-1 إياباً وفوزه ذهاباً 2-صفر. ويأمل الفريق التركي الا يتكرر سيناريو مواجهته السابقة مع العملاق البرتغالي الذي إكتسحه 7-1 في مجموع مباراتيهما في الدور الأول من كأس الأندية الأوروبية البطلة موسم 1975-1976، علماً أن المواجهة الأخيرة لفنربغشه مع فريق برتغالي تعود إلى موسم 2008-2009 حين خسر أمام بورتو 1-3 ذهاباً و1-2 إياباً في الدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ويبدو تشلسي وبنفيكا، أقله على الورق، الأوفر حظاً للسفر إلى امستردام في 15 أيار من أجل خوض المباراة النهائية التي ستشكل في حال جمعتهما المواجهة الثانية بين الفريقين اللذين تواجها خلال الموسم الماضي في الدور ربع النهائي من مسابقة دوري الأبطال، وخرج الفريق اللندني فائزاً ذهاباً 1-صفر وإياباً 2-1 في طريقه للتخلّص من برشلونة في نصف النهائي (1-صفر و2-2)، والفوز باللقب على حساب بايرن ميونيخ بركلات الترجيح (تعادلا 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي).