يبدأ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة تمام سلام اليوم، مشاورات نيابية في المجلس النيابي تمهيداً للتأليف. وعشية اللقاءات الماراثونية مع الكتل والمستقلين، أجرى سلام لقاءات بروتوكولية مع رؤساء الحكومات، مستهلاً الجولة بزيارة الرئيس المستقيل نجيب ميقاتي. وصرح الاخير «استعرضنا الفترة الماضية للحكومة، وكيف أسسنا للاستقرار في البلاد والتقاطعات الدولية التي حتمت هذا الواقع. ونتمنى أن تبقى مستمرة وستبقى بأياد أمينة مع الأخ تمام». أما سلام فقال إنه استمع إلى «الرئيس الصديق بكثير من التأني والعناية لما عنده من رؤية تستند إلى تجربة وخبرة كبيرين. وأنا في حاجة إلى كل رأي ومشورة لمواجهة ما نحن بصدده». الصلح والحص وكرامي والتقى سلام الرئيس رشيد الصلح في منزله ومن هناك انتقل إلى زيارة الرئيس سليم الحص، وقال بعد الزيارة إنه استمع «إلى نصائحه ودعمه لي». أما الحص فقال إنه تمنى لسلام «النجاح في مهمته والتي نعرف أنها ليست سهلة، ونأمل من جميع الفرقاء تسهيل هذه المهمة في عملية التشكيل لمصلحة الوطن الذي يعيش وضعاً صعباً آملين تشكيل الحكومة قريباً لتقوم بمهامها التي من أجلها اتت». وزار سلام بعد ذلك، الرئيس عمر كرامي في منزله في بيروت، والذي صرح «اننا كنا من أسعد الناس لتسليمه الأمانة في هذه الظروف الصعبة الدقيقة». وقال سلام إنه أطلع كرامي «على الخطوط العريضة لما أراه من خطوات تعزز إمكان تأليف الحكومة في هذه المرحلة استناداً إلى الإجماع الذي برز واضحاً جلياً في التكليف، ونأمل في أن ينسحب أيضا لاحقاً على التأليف لأنني مقتنع بأن حكومة انتخابات تحت عنوان المصلحة الوطنية هي ما ينشده الناس جميعاً، ولمست ارتياحاً كبيراً لدى كل المواطنين عند تكليفي. وهذه الأمانة أحملها مع كل الذين كلفوني لنحقق هذا الإنجاز الديموقراطي الكبير». ثم زار الرئيس ميشال عون وقال: «كانت فرصة للاستماع إلى ما عنده من رأي وتصور وفكر في هذه المرحلة... واستناداً إلى الإجماع الذي حصل في التكليف تمنيت عليه أن نحافظ على الإجماع في التأليف وصولاً إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي». وذكر بأنه سمى الحكومة حكومة «المصلحة الوطنية» وقال: «لها وظيفة تسليم الأمانة بعد إجراء الانتخابات بشفافية، وأعلنت أنني لن أترشح للانتخابات وأتمنى أن تكون حكومتي كذلك وهذا الأمر يتطلب موافقة القوى السياسية كافة وتكتل التغيير والإصلاح له دور كبير في هذا المجال». واختتم سلام زياراته البروتوكولية بزيارة الرئيس فؤاد السنيورة الذي تمنى له «كل التوفيق لتأليف حكومة انتخابات كي تستقيم المؤسسات الدستورية»، مؤكداً «سنفعل كل ما بطاقتنا من أجل أن ينجح في مسعاه لا سيما خفض مستوى التوتر، وأن نعبر إلى مرحلة إنجاز الانتخابات». مناخ ايجابي وقال سلام إنه استمع إلى «مشورة صاحب التجربة الغنية جداً». وأضاف: «نحن في مرحلة صعبة تتطلب تضافر جهود جميع المخلصين لنتمكن من العبور بالبلد إلى شاطئ الأمان. قلت إنني أطمح إلى إنجاز استحقاق الانتخابات العامة، انطلاقاً من الإجماع الكبير الذي حصل في التكليف، والذي أتحمل مسؤولية كبيرة تجاهه، ولكن في الوقت ذاته يحمل هذا الإجماع ومن قاموا به المسؤولية الأكبر في إنجاحه وفي مواصلته في مشاورات التأليف». وشدد على «أننا في حاجة إلى حكومة، ومن دون تأخير، لنحتضن هموم البلد على المستويات كافة، ولكن يبقى موضوع إنجاز الاستحقاق الانتخابي هو الهاجس الأكبر، وغداً سيكون التواصل مع كل القوى السياسية في مشاورات التأليف، وأثمّن جداً دعم كل من يؤازر هذا المنحى». ورأى أن «هناك مناخاً إيجابياً يتكون وألمسه من كل الدول الحريصة على لبنان في أن يتم هذا الاستحقاق محافظة على مؤسساتنا الدستورية والديموقراطية، وهذا أمر جيد. وليست هناك ضمانات، لأن الضمانة في رأيي هي في مدى حسن تصرفنا وتفاعلنا مع هذا المناخ الإيجابي للعبور بهذا الاستحقاق». وعما إذا كانت أمامه صعوبات في تشكيل هذه الحكومة أو لاحظ تسهيلاً لها، قال: «أعول كثيراً على الإجماع، فإذا انسحب على التأليف يجب أن يسهّل المهمة. سمعنا مواقف وتمنيات كثيرة من أفرقاء سياسيين، وهذا من حقهم، ولكن سنستمع بالتفصيل وسنتحاور مع كل القوى السياسية لنصل إلى شيء يرضي الجميع إن شاء الله».