يعلن «الائتلاف الوطني» (الشيعي) العراقي اليوم تشكيلته الجديدة المكونة من 10 احزاب وتيارات، في غياب زعيمه عبد العزيز الحكيم الذي نقل إلى المستشفى في طهران أمس، ومقاطعة حزب رئيس الوزراء نوري المالكي («الدعوة»)، فيما يلف الغموض أسباب وطبيعة تنحي رئيس الاستخابرات محمد الشهواني من منصبه إثر مشادة كلامية بينه والمالكي. وأبلغ القيادي في «المجلس الأعلى» (بزعامة الحكيم) الشيخ جلال الدين الصغير «الحياة» ان أعضاء «الائتلاف الجديد» اتفقوا على إعلانه اليوم من دون انتظار اشتراك حزب الدعوة». وأوضح ان «الائتلاف الجديد يضم المجلس الأعلى ومنظمة بدر وحزب الدعوة - تنظيم العراق برئاسة عبد الكريم العنزي، وتيار الصدر، وتيار الإصلاح الوطني بزعامة ابراهيم الجعفري، والمؤتمر الوطني بزعامة احمد الجلبي، وتيار وزير النفط السابق ابراهيم بحر العلوم، ومجلس انقاذ الأنبار بزعامة حميد الهايس، وتيار الجهاد بقيادة داغر الموسوي، وتجمع العلماء والمثقفين بزعامة خالد الملا، وحركة الانتفاضة الشعبانية، فضلاً عن عشرات الشخصيات الأكاديمية والسياسية المستقلة». وباستثناء تياري الهايس المنشق عن «صحوة الأنبار»، بزعامة الشيخ احمد ابو ريشة، والملا وهو رجل دين سني من البصرة، فإن بقية أعضاء «الائتلاف» الجديد شيعة. إلى ذلك، أكدت مصادر ان تدهور صحة زعيم «الائتلاف» عبد العزيز الحكيم ونقله الى المستشفى في طهران ساهم في قطع الطريق امام محاولات اطراف داخل التكتل لتاجيل إعلان تشكيلته إلى حين انتهاء المفاوضات مع المالكي. وبإعلان التكتل الجديد اليوم من دون مشاركة «الدعوة»، يكون المالكي قد كرس تحالفاً بين حزبه وحركة المستقلين بزعامة وزير النفط حسين الشهرستاني، ومنشقين عن «حزب الدعوة - تنظيم العراق»، و «حركة الوسط»، بزعامة موفق الربيعي، ويتوقع انضمام «مؤتمر صحوة العراق»، بزعامة ابو ريشة إليه. وقال قيادي في «المجلس الأعلى»، رفض الإشارة الى اسمه ان «المفاوضات التي قادها المجلس مع حزب الدعوة كانت معقدة بسبب المطالب الكبيرة التي طرحها الحزب، وفي مقدمها ضمانات لتوليه رئاسة الوزراء، فيما كان ردنا ان الانتخابات التي تجرى داخل الكتلة بعد الانتخابات النيابية هي التي تحدد رئيس الوزراء». لكن القيادي في حزب المالكي وليد الحلي قال في تصريح الى «الحياة» ان حزبه «لم يحسم امره بالانضمام الى الائتلاف فما زال يرى ان الوقت مبكر ويسعى إلى مزيد من المحادثات». على صعيد آخر، ساد الغموض والتضارب ظروف تنحي رئيس جهاز الاستخبارات محمد الشهواني من منصبه بعد تفجيرات الأربعاء الماضي في بغداد. وأكد مصدر في الجهاز ل «الحياة» انه «غادر (الجمعة) العراق بعد قبول المالكي استقالته الأربعاء، احتجاجا ًعلى التدخلات السياسية في عمله، وتحميل القادة الميدانين الاستخبارات مسؤلية فشل ادارة الملف الأمني». وأكدت مصادر سياسية شيعية ان «إقالة الشهواني في هذا التوقيت تؤكد استغلال حزب الدعوة تفجيرات الأربعاء الماضي لإسناد المنصب إلى عنصر من حزبه». ورجحت ان يكون اما الى طارق نجم، مدير مكتبه الذي يشرف على عمل الجهاز منذ عام ونصف العام، او وزير الأمن شروان الوائلي للتخلص من مأزق امتناع البرلمان عن المصادقة على قانون الوزارة.