أعلن مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية فضل عدم الكشف عن هويته، أن عدم الاستقرار المالي في أوروبا ما زال يشكل «خطراً» على الانتعاش الاقتصادي الأميركي والآفاق الاقتصادية العالمية، كما أظهرت الأزمة القبرصية. وأضاف أن «التطورات الأخيرة في قبرص تذكرنا بأن أوروبا تشق طريقاً صعباً نحو إصلاح الموازنة والإصلاح المالي»، لكنه اعتبر أن قبرص، التي تأثرت كثيراً بسبب قطاعها المالي، تمثل وضعاً «استثنائياً». وأشار إلى «أهمية الثقل الاقتصادي لعدد من المصارف الأوروبية»، داعياً السلطات إلى «التقدم نحو آلية قانونية لإعادة الرسملة وإعادة الهيكلة بهدف التوصل إلى «شبكة أمان مشتركة»، ومشدداً على أن إعادة التوازن إلى الاتحاد الأوروبي أمر «حيوي» من اجل حفز الطلب وتفادي «صعوبات مرتبطة بالتقشف». ولفت إلى أن على الاقتصادات الأوروبية التي تملك فائضاً في الموازنة أن «تساهم في شكل أكبر» في تعزيز الطلب لتسهيل تنقية الماليات العامة في الدول على «أطراف» منطقة اليورو. ويبدأ وزير الخزانة الأميركي جاكوب ليو غداً جولة في دول الاتحاد الأوروبي تستمر يومين يلتقي خلالها رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي ووزير الاقتصاد الفرنسي بيار موسكوفيسي. صندوق النقد إلى ذلك أكدت ناطقة باسم صندوق النقد الدولي لوكالة «فرانس برس»، أن الجنات الضريبية لا تهدد الاستقرار المالي، وأن التصدي لها لا يحل «المشكلة الأساس» المرتبطة بتحسين الأداء الضريبي. ورداً على سؤال حول ما إذا كان صندوق النقد الدولي يعتبر أن الجنات الضريبية تشكل تهديداً للاستقرار المالي، قالت: «هذه ليست وجهة نظرنا، ونحن نتابع هذه المسألة باهتمام، كما وكالات أخرى». وأضافت أن «التقدم الذي تحقق أخيراً في موضوع الجنات الضريبية وتبييض الأموال أتاح التصدي للتهرب من الضرائب، وهذا الأمر يجب أن يستمر». مجموعة العشرين وفي مكسيكو سيتي، اختتم رؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين منتداهم التشاوري بعدما سعوا إلى تأمين إجماع حول سُبل دعم الاقتصاد العالمي. وضم الاجتماع، الذي استمر ثلاثة أيام، رؤساء برلمانات من دول غنية واقتصادات ناشئة رئيسة مثل تركيا والبرازيل وأندونيسيا وكولومبيا لتبادل وجهات النظر في شأن النمو والتنمية ودور البرلمانات. ووافق المشرعون خلال الاجتماع، الذي يأتي بعد تولي المكسيك رئاسة مجموعة العشرين العام الماضي والذي خُصص لتبادل الأفكار في شأن سبل التصدي للقضايا العالمية، على ضرورة بذل مزيد من الجهد لدعم النمو العالمي. وقال رئيس مجلس الشيوخ الكندي نويل كينسيلا: «اتفق البرلمانيون على أن الانتعاش العالمي كان بطيئاً وضعيفاً وغير منتظم على رغم الجهود التي بذلت للتصدي للأزمة بأسلوب منسق وفي ظل التعاون بين الاقتصادات العالمية الكبرى، فمعدلات البطالة المرتفعة تُقلق، خصوصاً في الاقتصادات المتقدمة، ما يزيد الحاجة إلى تجنب إجراءات الحماية التجارية التي تعرقل النمو، في حين أن النمو في الاقتصادات الناشئة مستمر، ما يسمح للاقتصاد العالمي بالاحتفاظ ببعض قوة الدفع». وأضاف: «نُلزم أنفسنا بالعمل معاً لتعزيز الانتعاش بهدف الوفاء بالمطالب الأساس للمجتمع، وسنعمل معاً لتقوية اقتصاداتنا واستعادة ثقة ناخبينا من أجل دعم النمو والاستقرار المالي وإيجاد وظائف عالية الجودة وفرص لجميع مواطنينا». ودعا رئيس مجلس الشيوخ المكسيكي إرنستو كورديرو المشرعين في دول المجموعة إلى المحافظة على روح التعاون لإيجاد سياسات ناجعة، وقال: «أريد أن أدعوكم إلى الحفاظ على منتدى التواصل هذا بين مشرعي مجموعة العشرين كأحد أهم المنتديات للتنسيق في ما بيننا ولنتعارف ولنلزم أنفسنا بإحداث التغييرات التي يحتاجها العالم، فإقرار التغييرات يكون عبر البرلمانات والقوانين والدستور». ويأتي الاجتماع بينما تسلم المكسيك رئاسة المنتدى الاقتصادي العالمي، ويُتوقع أن يعقد مسؤولو مجموعة العشرين الاجتماع المقبل في روسيا مع تسلمها الرئاسة الدورية هذه السنة.