اللافت أن شباباً يعيشون في أوروبا والولايات المتحدة، وينتمون إلى ذلك النمط الإرهابي، أدوا دوراً أساسيّاً في تمدّد «داعش» على الإنترنت. وساعدت تلك الأيدي الشابة تنظيم «داعش» في التوسّع بتجنيد مقاتلين أجانب للحرب في العراق وسورية. ولأن ذلك الشباب متمرّس بتقنيّات الكومبيوتر ويعيش في بلدان غربيّة متطوّرة في علاقاتها بالإنترنت، بات من شبه المستحيل وقف نشاط «داعش» الإنترنتي، خصوصاً على الشبكات الاجتماعية. ولم تنفع إجراءات تقنيّة ضد مواقع السلفيات الجهادية في وقف تدفق أشرطة «داعش» وتدويناتها وتغريداتها. وإضافة إلى استخدام شبكات بديلة، كشبكتي «كونتاكت» و «دياسبورا» الروسيتين، في نشر تلك المواد، كان يكفي أن تصل إلى موقع لشخص واحد كي تنتشر، محميّة بقوانين حقوق الأفراد على الإنترنت في الغرب. خليفة «داعش» الإنترنتي. يمكن إلقاء العبارة بتفخيم مسرحي يضعها في سخرية تصلح للاستهزاء من عقلية الديناصور المتوحش المتحكمة ب «داعش» ومروحة تنظيمات «القاعدة» وما يشبهها من إرهاب السلفيات الجهادية المعاصرة. هل يسير الخليفة الإنترنتي إلى «مجد» لقبه الآتي من أذهان متبلّدة ومتجمدة خلف إيقاع الزمن، أم أن «مصيراً» آخر ينتظره، ربما من وحي ما رسمه يوسف شاهين في فيلم «المصير» عن خليفة لإرهاب سلفي في ذلك الزمن؟ إذ يبدو «الخليفة» مهدّداً بأكثر مما تعتقده «رعيّته» الافتراضية على الإنترنت، وكذلك نظيرتها في الواقع الفعلي. ربما لا يخلو الأمر من مفارقة أن ينتشر إرهاب دموي لا يتردّد في قتال الغرب، على رغم أن معظم ما أساله من دماء كانت في شعوب العرب بمكوّناتها كافة، على شبكة من صنع الغرب، محميّاً بقوانين الغرب، وعلى أيدي شباب يعيش في ذلك الغرب عينه. استطراداً، ربما كان من الأبعاد الغائبة عن النقاش هو العلاقة بين ديموقراطية الغرب والإرهاب الإسلاموي، وهو شأن يحتاج مساحات واسعة للجدال فيه.